وصفَ مفتي مصر السابق، علي جمعة، من حاولوا قتلَه أمس بالأغبياء، وقال إن المحاولة ليست الأولى، مشيراً إلى أخرى سابقة. ووفقاً لمصادر عدَّة؛ نجا جمعة (64 سنة)، المعروف بانتقاده الشديد لتيارات «الإسلام السياسي»، من محاولة اغتيالٍ بالرصاص أثناء توجُّهه إلى مسجدٍ قُرب القاهرة لأداء صلاة الجمعة، فيما أصيب حارسه الشخصي بجروح طفيفة. وأعلنت وزارة الداخلية المصرية على الإثر تكثيف جهودها لضبط المتورطين. وتعرَّض جمعة إلى إطلاق نار وهو في طريقه إلى مسجد فاضل الملاصق لمنزله في منطقة غرب سوميد الواقعة بمدينة 6 أكتوبر غرب القاهرة. وأشارت وزارة الداخلية المصرية، في بيانٍ لها، إلى «مجهولين كانوا يختبئون في إحدى الحدائق على خط سيرِه (المفتي السابق) قاموا بإطلاق النار تجاه فضيلته، إلا أن القوة المرافقة له والمكلَّفة بتأمينه بادلتهم إطلاق النيران». و»أصيب أحد حراسِّه إصابة طفيفة في قدمه، ولاذ المهاجمون بالفرار»، بحسب «الداخلية». وشغل جمعة منصب المفتي بين عامي 2003 و2013، وهو من أشدِّ رجال الدين المصريين انتقاداً لتيارات «الإسلام السياسي» خصوصاً جماعة الإخوان. كما دعَم عزل الرئيس الأسبق المنتمي للإخوان، محمد مرسي، في يوليو 2013 إثر احتجاجاتٍ واسعةٍ ضد حكم الأخير. وجمعة معروفٌ بقربه من الرئيس الحالي، عبدالفتاح السيسي؛ إذ شارك في دعمِه خلال حملته الانتخابية في عام 2014. وأبلَغ المفتي السابق القناة الأولى للتليفزيون المصري بقوله «احتميتُ بسور المسجد ثم دخلت إليه» مع بدء إطلاق النار و»لم أر أين كانوا يختبئون، اشترك كل من كان معه سلاح في رد هؤلاء حتى فروا منهزمين». ولفت جمعة، في اتصال هاتفي مع التليفزيون، إلى إلقائه الخطبة لاحقاً على عكس ما كان مقرَّراً «حتى تكون رسالةً لهؤلاء»، معتبراً الهجوم عليه «رسالةً هدفها التخويف». وذكر شاهد يُدعى محمد زكريا في اتصالٍ هاتفي «كنت أهمُّ بالتوجه إلى المسجد، سمعتُ إطلاق نار شديد، 20 أو 30 ثانية من سلاح آلي». وأوضح «راح المصلون يفرون من المسجد والإمام يطالبهم بالثبات والعودة». ولم تتبن أي جهةٍ حتى اللحظة الاعتداء الذي وقع في منطقة تُعدُّ من الأحياء الراقية. وأحاط رجال أمنٍ مسلحون بالزي الرسمي والمدني بالمفتي السابق أثناء خروجه مبتسماً من المسجد، حسب ما ظهر في صورٍ بثتها قناة «سي بي سي إكسترا» الفضائية الخاصة. ولفتت القناة إلى شرطيين يمشِّطون الحدائق المحيطة. وعلي جمعة عضو هيئة كبار العلماء التابعة للأزهر، ويُعرَف بآرائه الدينية المعتدلة. وفي تصريحٍ تليفزيوني آخر؛ أفاد بأن هذه المحاولة لم تكن الأولى لاغتياله، قائلاً «هذه ليست أول مرة، فجَّروا بيتي في الفيوم (قرابة 100 كلم جنوبالقاهرة)، وحاولوا مرة أخرى في الحديقة، هؤلاء أغبياء جداً» في إشارةٍ إلى المهاجمين. وكان النائب العام المصري السابق، هشام بركات، قُتِلَ في يونيو من عام 2015 إثر تفجير سيارة مفخخة استهدفت موكبه في حي مصر الجديدة (شرق القاهرة). وبركات هو أعلى مسؤول مصري يتم اغتياله منذ مقتل رئيس مجلس الشعب الأسبق، رفعت المحجوب، بالرصاص في العاصمة عام 1990. وفي الخامس من سبتمبر 2013؛ نجا وزير داخلية مصر السابق، اللواء محمد إبراهيم، من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة نفذها انتحاري في حي مدينة نصر (شرق القاهرة). وتبنى هذا الهجوم الفاشل تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي بايع تنظيم «داعش» الإرهابي لاحقاً وأصبح يسمي نفسه «ولاية سيناء». وفي أكتوبر 2015؛ اغتال مسلحون مجهولون مرشحاً لحزب النور السلفي في الانتخابات البرلمانية بشمال سيناء. وتشهد هذه المحافظة، منذ 3 سنوات، مواجهاتٍ بين القوات الأمنية ومسلحين من «أنصار بيت المقدس» المصنَّف من قِبَل القاهرة وواشنطن ولندن منظمةً إرهابية.