مخطئ من يتصور أن دعاة الفتنة.. مشعلو جمر الإرهاب الأسود، حققوا مبتغاهم عبر التفجيرات الآثمة الأخيرة، وخصوصاً حادث الحرم النبوي الشريف الذي وجد استنكاراً عالمياً وإسلامياً غير مسبوق، لقد وضعوا أنفسهم في مأزق جديد، وهم يحصدون المزيد من البغضاء والكراهية بعد أن استباحوا الدم، وتجردوا من المشاعر الإنسانية.. وأكدوا أنهم بلا وطن ولا دين ولا كرامة ولا شرف. لقد ارتكبوا جرماً لا يغتفر وهم يتجرؤون على حرمة الأماكن الطاهرة.. في عمل مجنون يبرهن على تخبطهم واقتراب نهايتهم، لقد حذر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الأشرار المخربين أعداء الإسلام، وأعداء الإنسانية الذين جبلت طباعهم على سفك الدماء، وإشعال الفتن ونشر الذعر.. وجاء الحادث الآثم الأخير ليوحد العالم كله وليس العالم الإسلامي فقط ضد هذا الإرهاب البغيض، ويحرج من يتعاطفون معه أو يصمتون عليه. إنهم يحاولون عبر تفجيراتهم العبثية أن يرسموا صورة سلبية مخيفة قبل موسم الحج الذي تتشرف خلاله السعودية بتوفير الأمن والأمان والروحانية لأكثر من مليوني حاج من مختلف بقاع الأرض، لكنهم لم يستوعبوا حتى الآن حزم وقوة الرد السعودي التي ستجعلهم يندمون على أي تصرف قاموا به.. الأمر لن يتوقف عند ال19 متهما الذين تم توقيفهم على خلفية الأحداث في المدينةالمنورةوجدة والقطيف.. بل بالرد القاسي على من يقفون خلفهم الذين سولت لهم أنفسهم الاعتداء على بيت رسول الله في أيام رمضان المباركة.. واستعداء أكثر من مليار مسلم يعرفون جيداً حرمة هذا المكان، ويدركون قيمته ومكانته الكبيرة. أدرك أن الإرهاب لن ينتهي بالسرعة والسهولة التي نتمناها بعد أن تحول إلى ظاهرة عالمية وبات يضرب أوروبا وأقوى دول العالم، بدليل ما حدث أخيرا في فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وغيرها، لكن المؤكد أن تشديد الخناق من قبل السعودية على مثيري الفتنة والخوارج وراء صرخاتهم الأخيرة التي ظهرت في أحداث مجنونة تبعث علامات تعجل بقرب نهايتهم. لا شك أن كل عمل إجرامي بغيض يقف وراءه رأس أفعى.. لكن الأمر لن ينتهي عند قطع هذا الرأس، بل ينبغي الانتباه إلى البيئة التي احتضنت وحفزت وشوهت فكر هذا الإرهابي، وأسهمت في سلب إرادته وإقدامه على الموت والانتحار المدمر المجنون، إننا جميعاً شركاء مع الدولة في مكافحة هذا الإرهاب واجتثاث جذوره ومسبباته، المسألة لا تتعلق بالمدارس ودورها فقط.. بل بدور الأب والأم والأسرة والحي والحارة، لم يعد دورهم يقتصر على التوعية والنصح فقط، بل بالمتابعة والحوار والاستمرار في مراقبة النشء والمراهقين، فبعض الأسر تبتعد عن أبنائها وتتركهم يعيشون في عالمهم دون أن تتدخل بشكل مباشر لضبط تصرفاتهم في سن مبكرة، والمدارس هي الأخرى تضطلع بدور مهم لمراقبة الغزو الفكري الذي يبدأ بمراقبة أهل الشر وأصحاب النوايا الخربة التي لا تحمل للدين الإسلامي ولا للمملكة أي خير. إننا نؤمن بقول الله تعالى في سورة المائدة "كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا".. وثقتنا كبيرة في الله سبحانه وتعالى ثم قيادتنا الرشيدة الحكيمة القوية التي تطبق شرع الله ومنهاجه في دحر الإرهاب.. واجتثاثه من جذوره.. وتحويل أحلام أعداء الإسلام وأذنابهم إلى كوابيس تقلقهم أينما كانوا!