فيما واصلت طائرات نظام الأسد والمقاتلات الروسية أمس قصفها لأحياء سكنية في حلب، شمالي سورية، مخلفة عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، قال رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية جون برينان، إنه غير متفائل بشأن مستقبل سورية. وأضاف في منتدى أسبين الأمني السنوي إنه لا يعرف "ما إذا كان يمكن أو لا يمكن عودة سورية موحدة مرة أخرى". ووصفت مصادر تلك التصريحات بأنها اعتراف علني نادر من قبل مسؤول أميركي كبير بأن سورية ربما لا تبقى على وضعها الحالي بعد الحرب التي نشبت قبل خمس سنوات. في الأثناء، دعت صحيفة "جارديان" البريطانية إلى وقف الحرب في حلب فورا. وقالت إن الوضع في المدينة أصبح حرجا أكثر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب الأهلية بالبلاد قبل خمسة أعوام، وإنه يأتي في وقت سيئ تركز فيه الدول الغربية على محاربة الإرهاب، فضلا عن انشغال الولاياتالمتحدة بالانتخابات الرئاسية. ووصفت في افتتاحيتها أمس، ما يحدث في حلب بالكارثة الإنسانية والتي من شأنها القضاء على أي أمل في التوصل إلى سلام، لافتة إلى أنه ما بين 200 ألف و300 ألف بالمدينة يعانون حصارا خانقا، ولم يحصلوا على طعام ولا دواء ولا أي مساعدات إنسانية لعدة أسابيع. وأضافت أنه إذا لم يتوقف هجوم الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون وحزب الله على المدينة الآن، فإن الكارثة لن تتمثل في هزيمة المعارضة المسلحة في حلب فقط، بل في هزيمة الثورة السورية بأكملها، مطالبة العالم بالضغط على روسيا لإجبار قوات الأسد على التراجع لإنقاذ الأرواح، مشيرة إلى أن ذلك ليس واجبا إنسانيا فقط، بل هو السبيل الوحيد للحفاظ على مساعي السلام. القصف بصواريخ فراغية أكدت مصادر في الدفاع المدني، أن "20 مدنياً قتلوا في قصف لطيران النظام بصواريخ فراغية، على حي سكني في قرية الأتارب، بريف حلب الغربي، كما تسبب القصف في جرح نحو 50 آخرين. مشيرة إلى أن مقاتلات روسية وأخرى تابعة للنظام، قصفت أحياء بستان الباشا وكرم البيك والسكري، مما أسفر عن سقوط 21 قتيلاً وعشرات الجرحى. ولفتت المصادر إلى أن المستشفيات في المدينة التي توقف معظمها جراء القصف، لم تعد قادرة على استيعاب الجرحى، كما أن الكادر الطبي المتبقي في المدينة أصيب بإنهاك شديد، بعد أكثر من شهر من القصف اليومي المتواصل.
نزوح الأهالي خرجت عشرات العائلات أمس من أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، عبر الممرات التي فتحها النظام بين شطري مدينة حلب، وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان خروج عدد من المدنيين من الأحياء الشرقية عبر ممر في حي صلاح الدين. وكانت الولاياتالمتحدة أبدت شكوكا كبيرة في تلك الممرات التي أعلن النظام فتحها في مدينة حلب، ووصل الأمر بوزير خارجيتها جون كيري إلى حد التخوف من أن تكون هناك "خدعة" روسية وراءها. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض أريك شولتز، إن الولاياتالمتحدة "قلقة للغاية بشأن الوضع في حلب".