ألقى الطيران المروحي لنظام بشار الأسد نحو 18 برميلاً متفجراً أمس على مناطق في مدينة داريا في الغوطة الغربية لدمشق، فيما قال حزب الله الإرهابي إنه سيزيد عدد مسلَّحيه في محافظة حلب معترفاً بتكبُّده خسائر بشرية هناك. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القصف على داريا بالبراميل المتفجرة ترافَق مع قصفٍ مدفعي مكثف من قوات النظام على مناطق في المدينة الموالية للمعارضة. ولم يقدِّم المرصد إحصاءً للضحايا. في الوقت نفسه؛ أكدت شبكة «شام» الإخبارية تعرُّض داريا للقصف بالبراميل المتفجرة «إذ ألقت المروحيات أكثر من 20 برميلاً على الأحياء، بينما تمكن الثوار من قنص عنصرين من قوات الأسد شمالي المدينة». وعلى جبهة أخرى؛ أحصت شبكة «شام» أكثر من 200 غارة جوية على أحياء المعارضة في مدينة حلب بواسطة 7 مقاتلات روسية و4 سورية. ووصفت الشبكة، في بيانٍ لها مساء أمس، ليلة الخميس- الجمعة في المدينة الشمالية بأنها كانت «ليلة عاصفة محمَّلة بكل أنواع الأسلحة والصواريخ والقذائف العنقودية والفسفورية والنابالم والفراغية والبراميل المتفجرة وصواريخ أرض- أرض وقذائف المدفعية». وأشار البيان إلى محاولة قوات الأسد التقدم على جبهة حندرات في ريف حلب الشمالي تحت غطاء جوي و»وابل لا يتوقف من الصواريخ المحرمة دوليّاً بمساندة قوية من الطيران الروسي». و»جرت اشتباكات عنيفة للغاية تمكنت خلالها قوات الأسد في بادئ الأمر من السيطرة على عدة نقاط ليعاود الثوار هجومهم ويستردوا كامل النقاط، حيث تمكنوا من استهداف تجمع للميليشيات الشيعية وعناصر الأسد على تلة المضافة بصاروخ كورنيت أوقع عديداً من القتلى والجرحى»، بحسب البيان. ولاحظت «شام» تزامُن ذلك مع محاولة تقدمٍ أخرى من جانب النظام على جبهات قريبة هي الليرمون والبريج ومنطقة الملاح دون إحراز تقدم يُذكَر. في غضون ذلك؛ قال حزب الله اللبناني الإرهابي إنه سيزيد وجوده في مدينة حلب والمناطق المحيطة بها. واعترف الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، بمقتل 26 من عناصره في المدينة منذ بداية شهر يونيو الجاري في اعترافٍ نادرٍ بخسائره البشرية. وقال نصر الله في خطابٍ بثته قناة «المنار» التابعة للحزب الإرهابي «نحن سوف نزيد حضورنا في حلب». وخاطبَ أعضاء الحزب الذي يقاتل إلى جانب الأسد قائلاً «المطلوب من الجميع أن يحضر» و»المعارك الأخرى قد تكون ذات طابع دفاعي أو محلي أو محدود، ولكن المعركة الحقيقية الاستراتيجية الآن في سوريا هي المعركة في مدينة حلب». وبرَّر نصر الله مشاركته في قمع سكان المدينة بقوله «وجب أن نكون في حلب فسنبقى في حلب». بدورها؛ دعت الهيئة العليا للمفاوضات، التي تمثِّل المعارضة السورية، الأمين العام الأممي إلى فتح تحقيقٍ في اتهاماتها لموسكو باستخدام قنابل حارقة تُطلَق من أجواء سوريا بصفة متكررة. وكتب منسق الهيئة العليا، رياض حجاب، إلى بان كي مون قائلاً «أطلقت قوات جوية روسية بصورة متكررة قنابل حارقة وقنابل عنقودية لقتل وترهيب المدنيين»، لافتاً إلى «10 حوادث موثقة على الأقل» وشدد حجاب «لقد انتهكوا معاهدة حظر وتقييد أسلحة تقليدية معينة وخرقوا القانون الإنساني الدولي». وتستخدِم القنابل الحارقة موادَ مصممةً لإشعال النيران في الأجسام أو حرق الأشخاص. أما القنابل العنقودية فهي حاويات تنفجر في الجو لتنثُر قنابل أصغر حجماً فوق مساحة كبيرة. والنوعان محظوران بموجب معاهدة الأسلحة التقليدية. ولم يتسنّ على الفور الحصول على تعقيبٍ من البعثة الروسية لدى الأممالمتحدة على الاتهامات. ولم يتسن أيضاً الحصول على تعقيبٍ من مكتب بان كي مون على طلب إجراء تحقيق. فيما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، تعامُل بلاده مع هذه الاتهامات على محمل شديد الجدية. وأبلغ المتحدث صحفيين في واشنطن بقوله «بصرف النظر عن القنابل التي يستخدمونها (الروس) فإنهم يجب ألا يقصفوا المدنيين أو الجماعات الملتزمة بالقتال ضد داعش».