لليوم الثاني على التوالي، واصل طيران نظام بشار الأسد أمس غاراته المدمرة لأحياء مدينة حلب المحررة من قبل المعارضة السورية، فيما وصف مراقبون هذه الغارات بأنها الأشد كثافة، خصوصا بعد دعوة مفتي النظام أحمد حسون التي أباحت لقوات الأسد تدمير أحياء المدينة المحررة بمن فيها من سكان. وفي واحدة من أكبر جرائم الحرب التي اعتاد عليها النظام، قصفت طائرات الأسد أمس، مدرسة في شرق مدينة حلب، ما تسبب في مقتل تسعة أشخاص بينهم خمسة أطفال، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن "طائرات النظام قصفت مدرسة جميل قباني في أطراف حي الأنصاري شرق حلب، ما تسبب في مقتل تسعة أشخاص هم: خمسة أطفال وثلاث معلمات ورجل"، مشيرا إلى أن "عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة". وفي سياق متصل، أكد ناشطون في المدينة مقتل وإصابة العشرات غالبيتهم أطفال، صباح أمس، في القصف الجوي الذي شنته مقاتلات النظام الحربية على أحياء الأنصاري والمعادي والمشهد في حلب، لافتين إلى أن الطيران الحربي قصف بأربعة صواريخ فراغية تجمع مدارس، كما استهدف بستان القصر، ومشفى القدس في حلب، فيما قتل طفل وأصيب آخرون في استهداف حي الشيخ خضر بصاروخ فراغي، أدى إلى دمار هائل في منازل وممتلكات المدنيين. وأشار النشطاء إلى مقتل طفل جراء قصف جوي على حيي البياضة ودكاكين حجاج في حلب القديمة، ومدني داخل سيارته جراء القصف الجوي، كما استهدف القصف الجوي أحياء مساكن هنانو وبستان القصر وباب النيرب، وباب الحديد الذي شهد دمارا واسعا دون وقوع قتلى. وكان طيران النظام ارتكب ثلاث مجازر في أحياء عد بمدينة حلب، إذ قتل أكثر من 35 قتيلا، وجرح أكثر من 50 جريحا من المدنيين، كحصيلة أولية، منهم 25 قتيلا في حي المعادي، وستة في حي الشعار، وأربعة في المناطق المحيطة بقلعة حلب. من ناحية ثانية، شهدت بلدة زبدين في الغوطة الشرقية أمس، ولليوم السابع على التوالي حملة عسكرية شرسة من قبل قوات النظام، للسيطرة على البلدة التي تعد حلقة وصل بين الغوطة والعاصمة دمشق. وفيما لم تنجح قوات النظام حتى أمس في دخول زبدين، قالت تقارير إن طائرات الأسد والمروحيات تحلق على مدار الساعة فوق سماء زبدين، إضافة إلى استخدام المدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات، مبينة أن قوات النظام تفرض حصارا خانقا على البلدة وتمنع دخول المواد الغذائية والطواقم الطبية. إلى ذلك، أطلقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقرير لها على موقعها الرسمي أول من أمس، نداء استغاثة لنجدة المدنيين المحاصرين داخل أحياء مدينة دير الزور. وأكدت الشبكة أن 277 ألف مدني جلهم من النازحين من مناطق عدة من المدينة وريفها، يعانون ظروفا معيشية صعبة بعد أن فرض تنظيم "داعش" حصارا خانقا على الأحياء الواقعة تحت سيطرة قوات الأسد، منذ منتصف شهر فبراير الماضي. وأكدت الشبكة أن قوات الأسد منعت العائلات من الخروج إلى مناطق سيطرة التنظيم، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأوضاع بشكل أكبر، في حين أكد ناشطون أن نظام الأسد يستخدم المدنيين دروعا بشرية، تخوفا من هجوم واسع للتنظيم على مناطق سيطرته.