واجهت تركيا ساعات وصفت بالحرجة ليلة أول من أمس، قبل أن تعود مؤسسات الدولة إلى وضعها القانوني صباح أمس، معلنة أن الأمور باتت تحت السيطرة تماما، في إشارة إلى فشل المحاولة الانقلابية التي قادها عناصر من الجيش، بيد أن العملية المفاجئة تركت انعكاساتها داخليا وخارجيا. وقال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إن الوضع بات "تحت السيطرة تماما"، مشيرا إلى توقيف 2839 عسكريا على ارتباط بمحاولة الانقلاب التي اعتبرها "وصمة" على صفحة الديمقراطية التركية. وأعلن يلدريم سقوط 161 قتيلا من شرط وعسكريين موالين للحكومة ومن مدنيين، وما لا يقل عن 1440 جريحا، كما أعلن الجيش مقتل 104 انقلابيين. من جهته قال الرئيس رجب طيب إردوغان، في خطاب تلفزيوني على الهواء، إن "التحرك العسكري خيانة". وتعهد إردوغان من إسطنبول، فجر أمس، بتطهير الجيش قائلا: "هؤلاء الذين قادوا الدبابات عليهم العودة من حيث أتوا"، واصفا قادة المحاولة الانقلابية ب"الخونة". ورغم أن الرئيس إردوغان، أعلن أمس أن المحاولة الانقلابية وحدت الشعب التركي كافة، فإن الرئاسة توقعت حدوث محاولات تمرد أخرى في أي وقت. ولم تسلم المؤسسة القضائية من تداعيات المحاولة الانقلابية، بل أصدر المجلس الأعلى للقضاة والادعاء، أمس، قرارا بعزل 2745 قاضيا، وخمسة من أعضاء المجلس. الحرب على داعش قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن محاولة الانقلاب ستترك غموضا إزاء مواجهة تنظيم داعش حتى بعد فشلها، مشيرة إلى أن لها انعكاسات سلبية على الولاياتالمتحدة وحلفائها في المنطقة. وذهبت الصحيفة إلى أن أي واقع جديد يظهر في تركيا في نهاية المطاف لن يعتبر أنباء جيدة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، مشيرة إلى أن أنقرة العضو في حلف الناتو، تعد الخط الأمامي والقاعدة الأم لكثير من عمليات التحالف لمواجهة "الإرهاب" في سورية المجاورة، وأن تركيا هي الحَكم بشأن أزمة اللاجئين الفارين من الشرق الأوسط إلى أوروبا الذين يضغطون على القارة بشكل كبير. وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم فشل الانقلاب، إلا أن عودة إردوغان إلى السلطة ستكون شائكة أكثر من أي وقت مضى، لافتة إلى أن البيت الأبيض انتظر ساعات بعد التقارير الأولوية حتى أصدر بيانا قويا يعارض فيه العملية الانقلابية في البلاد. وقال البيان إن الرئيس أوباما ووزير خارجيته كيري تحدثا عبر الهاتف، واتفقا على أن تبادر كل الأطراف في تركيا إلى دعم الحكومة المنتخبة بشكل ديمقراطي، ودعا كذلك إلى ضبط النفس وتجنب أي عنف أو إراقة دماء. أزمنة الاضطراب نسبت صحيفة "واشنطن بوست" في مقال تحليلي إلى مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية، طلبوا عدم كشف هوياتهم، القول بأنهم كانوا على علم بالمحاولة الانقلابية التي تكشفت أول من أمس، وأنهم يعلمون بما يحدث في تركيا. وعلى خلفية محاولة الانقلاب، أشارت صحيفة الجارديان إلى أنه جاء بعد انتشار الهجمات الإرهابية في البلاد و"آراء الرئيس رجب طيب إردوغان". وأضافت أن هذه المحاولة أعادت تركيا لأزمنة الاضطراب التي أصبحت شيئاً من الماضي، وكانت أمراً عادياً في الستينيات والسبعينيات.