يسود غموض في تركيا، بعدما أعلن الجيش أمس الاستيلاء على الحكم، وإقصاء الرئيس رجب طيب أردوغان. لكن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قال إن الحكومة المنتخبة لا تزال تمسك بمقاليد الأمور. وذكرت النسخة التركية من قناة (سي ان ان) إن الرئيس أردوغان في مكان آمن. وقال الجيش في بيان بثته التلفزة الحكومية (قناة تي آر تي) إنه استولى على السلطة للحفاظ على النظام الديموقراطي، وحماية حقوق الإنسان في البلاد. وأضاف أن العلاقات الخارجية لتركيا ستبقى. وذكرت وكالة الأناضول الحكومية أن ضباط الجيش تحفظوا على كبار القادة، وبينهم رئيس أركان الجيش. وقالت قناة (تي آر تي) إن تركيا الآن تخضع لسيطرة «مجلس سلام» سيضمن سلامة سكان البلاد. وأضافت أن حكومة أردوغان أضعفت حكم القانون الديموقراطي والعلماني. لكن المحاولة الانقلابية لم تدم إلا ساعات قليلة، حتى أعلن وزير الداخلية التركي إفشالها. كما أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطاب فجر اليوم، أن واشنطن تدعم الحكومة الشرعية في تركيا. وتحدثت أنباء عن إطلاق نار من مروحيات عسكرية في العاصمة أنقرة، في ما بدا أنه سيكون أكبر تغيير سياسي في الشرق الأوسط خلال العقد الأخير. وأعلن الجيش إغلاق جسر السلطان محمد الفاتح، وجسر البسفور الذي يربط بين شطري إسطنبول الآسيوي والأوروبي. وذكر شهود تحليق طائرات عسكرية فوق إسطنبول. وقال آخرون إن الجيش استولى على الأماكن الاستراتيجية في جميع مدن البلاد. واعتقل العسكريون عدداً من المدنيين. ولوحظ انتشار كثيف لناقلات الجند والدبابات في أنقرةوإسطنبول. وأضافوا أن الجيش يحاصر قوات الشرطة الموالية لأردوغان. وذكر رئيس الحكومة يلدريم لقناة (ان تي في) أن فصيلاً من القوات العسكرية حاول التمرد. ولم يدل بمزيد من التفصيلات. ورفض وصف ما حدث بأنه انقلاب، وقال إن من أقدموا على التمرد سيدفعون ثمناً باهظاً. واستولى العسكريون على مطارات البلاد، خصوصاً أنقرةوإسطنبول. وأعلنوا إلغاء جميع الرحلات الجوية. وسمعت أصوات الرصاص وانفجارات في أنقرة، لكن لم يعلن شيء عن طبيعتها وأسبابها. وأبلغ أردوغان قناة (سي ان ان ترك) أمس أن ما حدث هو محاولة انتفاضة من قبل ما سماه «أقلية» في الجيش. ووصف ما حدث بأنه تم بتشجيع مما سماه «الهيكل الموازي»، في إشارة لجماعة فتح الله غولن التي يناصبها أردوغان العداء. وكان الجيش التركي نفذ أول انقلاب على السلطة في عام 1960. وفي 1980 أعاد الاستيلاء على الحكم بقيادة الجنرال كنعان ايفرين. وتمثل تأكيدات أردوغان ويلدريم أمس اعترافاً رسمياً بمحاولة انقلاب. ولكن لم يتضح إلى أي مدى تمكن قادة الجيش من إقصاء اردوغان وحكومته. وأعلن البيت الأبيض في واشنطن أن فريق الأمن القومي أطلع الرئيس باراك أوباما على التطورات في تركيا. وأشار إلى أنه سيتم إبلاغه بشكل متتابع بما يحدث هناك.