تزامنت زيارة الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، المفاجئة إلى محافظة مأرب، أمس، مع وصول تعزيزات عسكرية ضخمة أرسلتها قيادة التحالف العربي لاستعادة الشرعية دعما للمقاومة الشعبية، وهو ما مثّل رسالة واضحة للانقلابيين، مفادها اعتماد خيار الحسم العسكري لحل الأزمة، لا سيما بعد تعنت الميليشيات وممارسة التسويف، وإجهاض محاولات الحل السلمي. إلى ذلك، دعا المخلوع صالح، عناصر الحرس الجمهوري إلى عدم تنفيذ تعليمات حلفائه الحوثيين، وهو ما يعكس أحدث صور التنازع بين الجانبين، والذي يتوقع أن يصل قريبا إلى حد المواجهة المباشرة، لا سيما بعد دعوة قيادات في حزب المؤتمر الشعبي إلى فض التحالف مع الحوثيين، بسبب تناقص شعبية الحزب وانسلاخ العديد من أعضائه. قطع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، خلال زيارته المفاجئة إلى محافظة مأرب، أمس، باستمرار اعتماد الخيار العسكري لحل الأزمة في بلاده، مشيرا إلى أن الانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح، لم يتركوا للشرعية أي خيار، بعد إصرارهم على ممارسة أسلوب التعنت والتسويف وإفشال كل المحاولات الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة. وقال هادي لدى مخاطبته جمعا من المواطنين، إنه لا صحة لما يتردد عن اتجاه لتكوين حكومة ائتلافية تتقاسمها الشرعية مع جماعة الحوثيين الانقلابية، وإن الضغوط التي تمارسها بعض الجهات في هذا الصدد لن يُكتب لها النجاح، وأن المجتمع الدولي لن يسمح بذلك، لأنها ستكون سابقة خطيرة تشجع المتمردين في كل الدول على القيام بانقلابات عسكرية، ثم اقتسام السلطة مع الحكومات المنتخبة. تغيير أسلوب الوساطة أضاف هادي أن الوفد الحكومي لن يعود إلى مواصلة مشاورات الكويت، إذا كانت ستستمر بطريقتها السابقة نفسها، مشيرا إلى ضرورة قيام الأممالمتحدة بتصحيح كل الإخفاقات التي وقعت فيها خلال الفترة الماضي، وإيجاد أسلوب جديد لإدارة التفاوض، على أسس واضحة، تراعي تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وكان رئيس الوفد الحكومي لمشاورات الكويت، وزير الخارجية، عبدالملك المخلافي، أشار في تصريحات سابقة إلى أن الطريقة التي يتبعها الوسيط الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في عمله، وأسلوب اللين والتراخي مع المتمردين هو السبب المباشر في تشجيع الوفد الانقلابي على ممارسة مزيد من التعنت، ودعا إلى اتباع أسلوب أكثر شدة وحسما، وإرغام الحوثيين على تنفيذ التعهدات التي يوافقون عليها، وسرعان ما يتراجعون عنها في وقت لاحق، مؤكدا أن العمل بهذا النهج لن يؤدي سوى إلى إضاعة الوقت. التأهب لمعركة التحرير كشف مصدر حكومي مسؤول أن زيارة هادي إلى مأرب تأتي في سياق مساعي الحكومة إلى دعم قوات المقاومة الشعبية، وعناصر الجيش الوطني التي تجري استعداداتها المتواصلة لمعركة استعادة صنعاءومأرب والجوف وتعز، حسبما أعلنته في وقت سابق. وقال المتحدث باسم الحكومة، راجح بادي، إن هادي سيتفقد الوحدات العسكرية في مأرب، ويقف بنفسه على احتياجاتها لإكمال عمليات التحرير. كما أشارت مصادر إعلامية إلى أن الرئيس اليمني ونائبه، علي محسن الأحمر سيشرفان مباشرة على معركة التحرير التي من المتوقع أن تنطلق خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكدة أن الزيارة أدت إلى رفع الروح المعنوية للمقاتلين، لا سيما أنها تزامنت مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محافظة مأرب، شرق اليمن قادمة من السعودية. وتابعت، أن وصول القيادة الشرعية وتفقدها مواقع قوات الجيش الوطني أدت في المقابل إلى إثارة الهلع في أوساط الانقلابيين الذين يعانون صعوبات متعددة في ظل الضربات التي توجهها لهم المقاومة الشعبية.