فيما حاولت ميليشيات الحوثيين الانقلابية وفلول حليفها المخلوع علي عبدالله صالح مفاجأة القوات الموالية للشرعية والتقدم في مديرية ميدي، بمحافظة حجة، تصدت قوات التحالف العربي وقوات حرس الحدود السعودية لمجموعات من الانقلابيين كانت تحاول التقدم باتجاه الحدود السعودية. وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن جبهة حرض وميدي شمال خلال اليومين الماضيين شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية، من جهة، وميليشيات الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى، مشيرا إلى أن طيران التحالف العربي لاستعادة الشرعية تصدى للانقلابيين، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، مؤكدا أن عناصر الميليشيات اضطروا للهرب من الموقع، فلاحقتهم مروحيات الأباتشي وأوقعت في صفوفهم العديد من الجرحى، فيما اضطر آخرون إلى الاستسلام للجيش الوطني، بكامل أسلحتهم وعتادهم.
مفاجأة معكوسة أضاف المركز أن المتمردين تكبدوا أيضا خسائر فادحة على صعيد المعدات العسكرية، حيث دمرت طائرات التحالف ثلاثة أطقم عسكرية ودبابتين ومدفعي بي 120، فيما غنم الثوار كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر. وقال "الانقلابيون مُنيوا بخسائر ضخمة خلال الهجوم الذي أرادوا من ورائه إحداث مفاجأة وسط القوات الموالية للشرعية خلال أيام العيد، إلا أن الثوار كانوا على أهبة الاستعداد، وتمكنوا من رد الهجوم، رغم أن المتمردين استخدموا مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وحشدوا أعدادا ضخمة من مقاتليهم، حيث كانوا يعولون على عنصر المفاجأة وأعداد القوات لإسقاط المديرية، قبيل إعادة انطلاق مفاوضات السلام في الكويت، بهدف رفع السقف التفاوضي لوفدهم". وتابع بالقول "مقاتلات التحالف لعبت دورا كبيرا في وقف تقدم الحوثيين، وبالذات مروحيات الأباتشي التي صارت تمثل هاجسا لفلول التمرد، وبمجرد أن يروها يدب الرعب في قلوبهم ويتشتت تركيزهم. فقد ساندت قوات الجيش الوطني والمقاومة وقصفت مواقع وتجمعات الحوثيين وصالح في المديرية، وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد".
رعب الأباتشي كشف مصدر في الجيش الوطني أن مقاتلات التحالف العربي لم تكتف بصد هجوم الانقلابيين، بل استهدفت مواقعهم القريبة، وقصفت عددا من مخازن الأسلحة التابعة لهم في نفس المديرية، مما أدى إلى قطع خطوط إمدادهم، كما باشرت مروحيات الأباتشي القيام بطلعات جوية منتظمة على الحدود بين البلدين، لمراقبة المتسللين الحوثيين الذين يقتربون لقصف قرى واقعة داخل الأراضي السعودية. وقال المصدر -الذي طلب عدم كشف هويته-: "الانقلابيون سعوا إلى الاستفادة من الهدنة التي احترمتها قوات التحالف، وأرادت فرض منطق الأمر الواقع، وكانوا يتوقعون أن تكون قوات المقاومة الشعبية في حالة استرخاء، بسبب مناسبة عيد الفطر، لكنهم فوجئوا برد قوي وقاس من القوات الموالية للشرعية، وبذلك انقلب عامل المفاجأة ضدهم".
خسائر الانقلابيين في محافظة الجوف مني الانقلابيون بخسائر مماثلة، حيث تمكن مقاتلو المقاومة الشعبية من تدمير عدد كبير من الآليات التابعة للميليشيات، بعد معارك عنيفة استخدمت فيها كافة الأسلحة، وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن 22 من عناصر الحوثي قتلوا خلال المواجهات، كما لقي آخرون مصرعهم في كمين نصبه الثوار لقافلة حوثية كانت تحمل أسلحة وإمدادات عسكرية، حيث اختبأ عدد من عناصر المقاومة الشعبية عند أحد الأودية، وعند مرور القافلة فتحوا عليها نيرانهم، مما أدى إلى مصرع 14 من المتمردين وإصابة آخرين، إضافة إلى تدمير الأسلحة واحتراق القافلة بأكملها، حيث استمرت أصوات الانفجارات في المنطقة لوقت طويل. وأضاف المركز أن 18 من المسلحين استسلموا للثوار.