لم تمنع ظروف إقامة العشرات من نزلاء دار الملاحظة الاجتماعية بجدة بعيدا عن ذويهم وعائلاتهم من أن يبرزوا مواهبهم المختلفة في يوم احتفاليتهم بأنشطة الدار التي تقام بشكل دوري بمشاركة مسؤولي وزارة الشؤون الاجتماعية حيث أتت مشاركاتهم وإبداعاتهم مساء أول أمس بمقر دار الملاحظة بحضور وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للرعاية لتؤكد أن لديهم الكثير ليقدموه ومن خلال النشاط المسرحي"أبو الفنون" برزت أعمالهم التي أمتعوا الجمهور بها، ففي مسرحية "مدرسة للكبار فقط" تناولوا بطرحهم الفكاهي ثقافات المجتمع المختلفة سواء المحلية أو الوافدة خصوصا عندما تجتمع داخل صف دراسي واحد يقوم عليه معلم يفتقد المهارات التربوية للتعامل مع طلابه الكبار. ومن خلال مسرحية "السواق حضوري" تطرق الفتية في قالب درامي ممتع لمشاكل بعض السائقين الآسيويين في المجتمع وما قد ينقلونه للأبناء من سلوكيات منحرفة، فيما جسد مشهد آخر بعنوان "دمعة حَدَث" أسباب انحراف بعض الأبناء وعقوقهم لوالديهم وبالتالي دخولهم دار الملاحظة الاجتماعية وبقاؤهم بها كنوع من العقوبة التي تستهدف تعديل السلوك بالمقام الأول وإعادتهم إلى جادة الصواب بعد أن يشعر النزيل بالندم ويعقد العزم على عدم العودة إلى ما بدر منه من سلوك خاطئ. وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للرعاية والتنمية الاجتماعية الدكتور عبد الله اليوسف أوضح في تصريحات إلى "الوطن" أن ما تابعه الجميع من فعاليات مميزة لنزلاء دار الملاحظة يدل على أن مثل هذه الدور تقوم بمهامها في رعاية وتعهد الأحداث وتشجيعهم على التميز في بيئة مناسبة وصحية مقدرا للقائمين على الدار والجهات المتعاونة معها جهودهم الواضحة في إعادة تأهيل الأحداث ليعودوا لعائلاتهم ومجتمعهم أكثر نضجا ووعيا وبعدا عن المسار الخاطئ الذي وقعوا فيه نتيجة لخلل ما أو لظروف وجدوا أنفسهم يمرون بها جعلتهم ينزلقون في براثن الخطيئة. وحول سؤال ل"الوطن" حول خطط الوزارة لإنشاء مبان حديثة أكثر ملاءمة للأحداث وبمواصفات مناسبة قال اليوسف إن الوزارة بالفعل تدرس حاليا إنشاء عدد من تلك المشاريع أو تطوير وتحديث ما هو قائم حاليا مشيرا إلى أن التوسع في افتتاح مزيد من الدور في المحافظات التي لا تتوفر بها دور للملاحظة الاجتماعية يتوقف على مدى الحاجة المُلحة وعدد الأحداث من تلك المحافظة وبعدها عن أقرب دار في ذات المنطقة. وكان حفل دار الملاحظة الاجتماعية بجدة قد اشتمل على عدد من الفقرات المسرحية والعرض الرياضي وكلمة لمدير الدار علي بن فايز الشهراني وكلمة لممثل الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم إلى جانب عرض وثائقي لأنشطة المركز. تلا ذلك توزيع الجوائز وتكريم المشاركين.