تجمع الولاياتالمتحدة الإبداعات التقنية العالمية في وادي السليكون، وهو منطقة استثمارية تقنية أميركية، تشمل القطاع الجنوبي من خليج سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا بغرب البلاد. وتفيد تقارير بأن شركات الوادي تستقطب أفضل العقول وخبراء التكنولوجيا من شتى بلدان العالم، إذ ينحدر 50 % منهم من قارة آسيا، وتحديدا من بلدان الصين وباكستان والفلبين والهند، التي تمثل وحدها 6 % من العاملين في شركات الوادي، وأن الوادي يعد من أكثر المناطق إبداعا في الولاياتالمتحدة، نظرا إلى عدد براءات الاختراع المقدمة لشركاته، وفي مقدمتها شركات "أبل" و"غوغل" و"فيسبوك" و"إتش بي" و"ياهو" و"أي بي أم" و"سيسكو". وأرجعت التقارير سر تسمية الوادي بعاصمة التقنية، إلى استضافته المقرات الرئيسية لآلاف الشركات العملاقة العاملة في مجال التكنولوجيا المتقدمة، ومنها تنطلق مشاريع وأفكار عملاقة وخطط وأبحاث مستقبلية تقنية. نبذة تاريخية ظهرت تسمية "وادي السيليكون" عام 1971 في سلسلة مقالات للكاتب دون هويلفر، في مجلة متخصصة في مجال الإلكترونيات، بينما تربط أغلب الروايات، التسمية باحتواء الوادي على عدة صناعات مرتبطة بمادة السليكون التي اخترع منها "الترانستور" على يد الأميركي ويليام شكلي في نهاية أربعينات القرن الماضي. ويؤكد تقنيون أن مادة السيليكون تستخدم في الشرائح الإلكترونية التي تدخل في مختلف الصناعات التكنولوجية، مستدركين أن إطلاق الاسم على الوادي جاء للتعبير عن التجمع الضخم لشركات التكنولوجيا الأميركية المتقدمة في هذه المنطقة. وحسب مصادر تاريخية، بدأ مشروع هذا الوادي استجابة للحاجة إلى وجود مرافق بحوث ناجحة في الساحل الغربي للولايات المتحدة خلال الثلاثينات، حيث شجع أستاذ الهندسة في جامعة ستانفورد، فريديريك إيمونز تيرمان، طلابه على إنشاء شركاتهم الخاصة في هذه المنطقة. واستطاع تيرمان أن يقنع اثنين من طلابه وهما: ويليام هيوليت وديفيد باكارد، بالبقاء في المنطقة بعد تخرجهما، وأنشأ الاثنان شركتهما الخاصة في مرآب صغير، لتصبح لاحقا إحدى أكبر الشركات المنتجة لأجهزة الحاسوب في أميركا. النهضة الحقيقية في خمسينات القرن الماضي بدأت النهضة الحقيقية للوادي بعد اختراع "الترانستور"، فشهد الوادي في مطلع الثمانينات انفجارا كبيرا في الاستثمارات، تواصل بشكل متواتر من خلال تأسيس شركات جديدة رغم التكلفة المرتفعة للأراضي هناك، وذلك بسبب وجود بنية تحتية متطورة وطاقات بشرية مؤهلة. وتتمركز في وادي السيليكون شركات عملاقة متخصصة في تطوير الاختراعات الجديدة في مجال التكنولوجيا المتقدمة، وتسهم بثلث العائدات الاستثمارية في مجال المشاريع الجديدة بأميركا، كما تستقطب المنطقة أكبر حصة من الاستثمارات المشتركة في البلاد، إذ بلغت نسبتها 46 % عام 2012، مما أدى إلى تزايد معدل التشغيل وارتفاع أسعار العقارات. يذكر أن مؤسس شركة "أنتل"، روبرت نويس، هو من الشخصيات التي أسهمت بقوة في تأسيس وادي السيليكون ولذلك يلقب "رئيس بلدية وادي السيليكون"، وسجل باسمه 16 براءة اختراع، ويعود له الفضل في تطوير نظام "الدائرة المتكاملة" الذي يعمل به الحاسوب.