عقب إعلان السلطات الفرنسية مقتل شرطي فرنسي بملابسه المدنية بالقرب من منزله في إحدى ضواحي باريس، في وقت تتخذه أجهزة الأمن الفرنسية أقصى درجات التأهب خشية وقوع هجمات بالتزامن مع بطولة أمم أوروبا لكرة القدم. وفي التفاصيل الأولية، أن الرجل قام بقتل الشرطي بسلاح أبيض، واحتجز زوجته وابنه كرهائن وتحصن بعد ذلك في شقة ضحيته في "مانيانفيل" في منطقة "إيفلين" قبل أن يقتل برصاص القوات الخاصة الفرنسية. التحقيقات كشفت يوم 14 يونيو 2016 أن منفذ العملية يدعى العروسي عبدالله، ويبلغ 25 عاما، وسبق أن حكم عليه بالسجن لمشاركته في شبكة متطرفة. ولم تثبت التحقيقات بعد ما إذا كانت العملية نتيجة دوافع شخصية أو أنها ضمن عمليات "الذئاب المنفردة". جريمة أورلاندو أعلنت الشرطة الأميركية أن إطلاق نار وقع في يوم 12 يونيو 2016، في ملهى ليلي "للمثليين" بمدينة أورلاندو بولاية فلوريدا، مما أسفر عن مقتل 50 شخصا وإصابة 53 آخرين، بعد أن احتجز شاب مدجج بالسلاح رهائن. العملية انتهت بمقتل منفذ العملية بعد مداهمة شرطة مكتب التحقيقات الفيدرالية للنادي. وأفادت التحقيقات بأن منفذ العملية يدعى عمر متين وهو مواطن أميركي من أصل أفغاني ولد في مدينة نيويورك. التحقيقات أكدت أن عمر متين لم يكن على علاقة بتنظيم داعش، لكنه بايع زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي خلال تنفيذ عمليته الإرهابية، من جهتها أعلنت "وكالة أعماق"، التابعة للتنظيم تبني العملية.
الذئاب المنفردة بعد هاتين العمليتين، ارتفعت الأصوات محذرة من ظهور ما يعرف باسم "الذئاب المنفردة"، وهو مصطلح استخباراتي يدل على قيام شخص أو أشخاص، غير منظمين، أي لا يخضعون إلى تنظيم هرمي، يستلمون منه التعليمات للقيام بعمليات إرهابية، بل يقوم الشخص أو الأشخاص، بالتخطيط والتنفيذ ضمن إمكاناتهم الذاتية. أغلب هذا النوع من العمليات تنفذه شخصيات من المهاجرين في أوروبا والدول الغربية. لتنتقل العمليات الإرهابية من العمليات الواسعة للتنظيم إلى أفراد. ظهرت عمليات الذئاب المنفردة، متأخرة ربما نهاية عام 2009، باعتبارها البديل لتراجع عمليات تنظيم القاعدة المركزي قبل تنظيم داعش. هذه العمليات ممكن اعتبارها بأنها محاولة من التنظيم لمواجهة مشكلة التمويل وخسارة قدرته اللوجيستية.
تحد استخباراتي تكون "الخلايا الفردية" أو الذئاب الوحيدة كما يسميها مكتب التحقيقات الفيدرالية، أكثر صعوبة في متابعتها رغم إجراءات المراقبة البشرية والتقنية. وهي تمثل تحديا للاستخبارات أكثر من شبكات العمل على الأرض، لأن الأخيرة يمكن أن تتوافر عنها بعض المعلومات والحقائق من خلال المراقبة والمتابعة. إلا أنه من الواضح أن الجماعات المتطرفة تحولت الآن إلى إيديولوجية فكرية متشظية، يصعب السيطرة عليها بحروب تقليدية. وتعكس عمليات "الذئاب المنفردة" ضعف التنظيم وعدم قدرته على تنفيذ عمليات واسعة وإدارة شبكة خلايا إرهابية.