واصلت الطائرات الحربية الروسية ومقاتلات نظام الأسد أمس، غاراتها على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة داخل وحول مدينة حلب، مخلفة 24 قتيلا على الأقل. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطائرات شنت 40 غارة أمس، ضمن سلسلة من أعنف الضربات التي شهدتها المدينة، مشيرا إلى أن طائرات هليكوبتر عسكرية أسقطت عشرات البراميل المتفجرة على حي القاطرجي المكتظ بالسكان. وأضاف أن الضربات الجوية استهدفت أيضا الطريق الرئيسي المؤدي إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب في إطار حملة لمحاصرتها. وفيما أشار المرصد إلى سقوط عشرات القتلى والمصابين، قال أحد العاملين في الدفاع المدني في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، إن عمال الإنقاذ انتشلوا 20 جثة على الأقل من تحت الأنقاض في عدة مواقع. من ناحية ثانية، قصف مقاتلو المعارضة مناطق خاضعة لسيطرة النظام بالمدينة، فيما وصفته وسائل الإعلام الرسمية، بأنه تصعيد للهجمات على المناطق الغربية. مواجهات مع داعش وصلت قوات سورية الديموقراطية، التي تضم فصائل عربية وكردية إلى مشارف مدينة منبج، إحدى أبرز معاقل تنظيم داعش في شمال سورية، استعدادا لطرد المتشددين منها، وأضاف المرصد أن السيطرة على منبج ستكون خطوة لإبعاد داعش عن الحدود التركية. وكانت قوات سورية الديموقراطية وبدعم التحالف الدولي، نجحت قبل أيام في السيطرة على 36 قرية ومزرعة، وقطعت أمس طريق الإمداد الرئيسي الذي يعتمده التنظيم بين الرقة ومنبج. إلى ذلك، أكد مسؤول بالبحرية الأميركية أن مقاتلات أميركية شنت، أول من أمس، غارات جوية لليوم الثاني على التوالي ضد أهداف لتنظيم داعش انطلاقا من حاملة الطائرات "هاري ترومان" المتمركزة في شرق البحر المتوسط، مشيرا إلى أن أربع غارات نفذتها الطائرات استهدفت مبنى في سورية. نزوح الآلاف تسببت موجات النزوح الكبيرة في فتح مخيمات جديدة لاستيعاب نحو 70 ألف نازح، سيطر النظام على قراهم وبلداتهم، فاستقر بهم الحال بالريف الشمالي لحلب، في بقعة جغرافية محاصرة من ثلاث جهات: من قبل النظام، وقوات سورية الديمقراطية، وتنظيم داعش. وقال شهود عيان إن الاشتباكات باتت قريبة من المخيمات التي يقيم بها النازحون، كما أن الرصاص يدخل هذه المخيمات مهددا من يعيش فيها، لافتين إلى زيادة معاناة الأهالي في ظل الحصار ونقص الغذاء والدواء. وأضافوا أن عشرات الآلاف من النازحين يوجدون على الشريط الحدودي بين سورية وتركيا، بين قريتي "شمارين وسجو"، وإن أربعة مخيمات وست قرى أخليت من سكانها باتجاه إعزاز والمنطقة الحدودية. بدورها، حذرت منظمات مدنية دولية ومحلية من تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين العالقين على الحدود السورية التركية، مع اشتداد المعارك في هذه البقعة الجغرافية الضيقة التي تسيطر عليها المعارضة السورية.