مع تزايد حالة التململ وسط اليمنيين، نشر الانقلابيون أعدادا كبيرة من الجند في صنعاء، ونصبوا العشرات من نقاط التفتيش في الشوارع، كإجراءات احترازية خوفا من ثورة الجياع المتوقعة، بسبب تردي الأوضاع، وارتفاع الأسعار، واختفاء السلع، والانهيار غير المسبوق لسعر صرف الريال اليمني. خوفا من اندلاع ما بات اليمنيون يصطلحون على تسميتها ب"ثورة الجياع"، نشرت ميليشيات التمرد الحوثي أعدادا ضخمة من عناصرها المسلحة وسط العاصمة صنعاء، كما قاموا باستحداث المئات من نقاط التفتيش في مختلف الشوارع، وأصدرت توجيهات لعناصرها بالتدقيق وتفتيش كل سيارة. كما أغلقوا كل الشوارع المؤدية إلى محيط السفارة الأميركية، الكائن شمال شرق صنعاء. وأشار عدد من سكان صنعاء إلى أن الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش التي نصبتها السلطات الانقلابية، تسببت في إرباك حركة السير وتعطيل المارة ومنعهم من قضاء حوائجهم، مما أوجد حالة من التذمر الشديد وسط المواطنين. وقال المركز الإعلامي للمقاومة، إن الخوف من اندلاع ثورة شعبية يأتي في ظل تفاقم المعاناة التي يكابدها اليمنيون، والتي وصلت مستويات غير مسبوقة، في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار السلع الغذائية، واختفاء معظمها من الأسواق، إضافة إلى صعوبة الحصول على مواد بترولية، رغم تضاعف أسعارها. وأضاف، أن الانهيار الكبير في أسعار صرف الريال اليمني مقارنة بالدولار وبقية العملات الصعبة، تسبب في حدوث زيادة غير مسبوقة في أسعار كل السلع التي يحتاجها اليمنيون في حياتهم، للدرجة التي باتت تهدد بحدوث مجاعة حقيقية في أوساط السكان، لا سيما الشرائح الضعيفة وذوي الدخل المحدود. وكانت مصادر حوثية اتهمت المخلوع، علي عبدالله صالح، بالتسبب في الأزمة الحالية، بسبب انتشار أعداد كبيرة من أتباعه في العاصمة، وقيامهم بشراء كل المعروض من العملات الصعبة بأسعار أعلى من السوق، إضافة إلى قيامهم بتخزين كميات كبيرة من السلع الاستهلاكية في مخازن خارج العاصمة، بهدف التسبب في حدوث حالة عصيان مدني وانفلات أمني يمهدان لثورة شاملة ضد جماعة الحوثيين الانقلابية، بعد تفشي الخلافات بين الجانبين، على خلفية تهميش وفد الحوثيين المشارك في مفاوضات السلام الدائرة حاليا في الكويت للعناصر الموالية للمخلوع، وتوجيه شتائم مقذعة لهم، على غرار ما حدث من مهدي المشاط، مدير مكتب زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، مع القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، ياسر العواضي، مما دفع الأخير إلى مقاطعة الجلسات، والاعتكاف في غرفته بقصر بيان.