أكد وزراء خارجية دول الخليج وروسيا، على رفضهم لدعم إيران للإرهاب وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، بما في ذلك الأفعال التي ينتهجها حزب الله، والتزامهم بالعمل معا للتصدي لتدخلاتها في المنطقة، مؤكدين على حاجة جميع دول المنطقة للتعامل وفق مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام السيادة الوطنية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها وحل المنازعات عبر الوسائل والطرق السلمية. جاء ذلك في البيان الختامي للاجتماع الوزاري المشترك الرابع، للحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون وروسيا الاتحادية، الذي عقد في موسكو أمس. وأكد الجانبان على ضرورة أن تنفذ إيران التزاماتها بموجب الخطة الشاملة للعمل المشترك، والاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران ومجموعة دول (5 + 1)، بشأن برنامج إيران النووي، وإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال حال انتهاك إيران لالتزاماتها طبقاً للخطة الشاملة للعمل المشترك. كما أكد الوزراء على أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2231 "يوليو 2015" بشأن الاتفاق النووي، بما في ذلك ما يتعلق بالصواريخ الباليستية والأسلحة الأخرى. وعبروا عن قلقهم البالغ بشأن استمرار إطلاق إيران صواريخ باليستية، والذي يتعارض مع ما نص عليه قرار مجلس الأمن في هذا الشأن. وأكدوا ضرورة إيجاد حل سلمي بين إيران والإمارات بشأن الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، وفقًا للقانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، بما في ذلك المفاوضات المباشرة بين الطرفين. الوضع في سورية وتناول البيان مواقف الجانبين من قضايا شتى، بينها الأزمة السورية، والوضع في اليمن، والعراق، وليبيا، والقضية الفلسطينية، ومكافحة الإرهاب، والعلاقات الخليجية الإيرانية. وشدد البيان على أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، يحافظ على حياة السوريين، مشددين على "ضرورة وقف إطلاق النار، والتمييز بين المعارضة المعتدلة، والمنظمات الإرهابية التي يجب تكثيف الجهود لمحاربتها". ودعا البيان إلى "ضرورة الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها، وسلامة أراضيها واستقرارها، وأهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة يحافظ على حياة السوريين، ويؤدي إلى وقف الأعمال العدائية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254"، كما أكدوا "ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان والمدنيين في جميع أنحاء سورية". وفي الشأن اليمني، رحب الوزراء ب"وقف العمليات القتالية في اليمن"، مناشدين كافة الأطراف الالتزام به، مشددين على أهمية تحقيق تقدم في مشاورات السلام اليمنية برعاية الأممالمتحدة، والتي تستضيفها دولة الكويت حاليًا. وناشدوا جميع الأطراف "اتخاذ القرارات الصعبة اللازمة لتحقيق تسوية سياسية دائمة وشاملة للصراع، وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. العراق وليبيا وفلسطين وحول الأوضاع في العراق، أكد البيان أهمية الالتزام ب"احترام استقلال العراق وسيادته وسلامة أراضيه، واستقراره السياسي، ووحدته الوطنية"، رافضين التدخل في شؤونه الداخلية. وفي الشأن الليبي أكد الوزراء التزامهم ب"وحدة ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها وفقا لمبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية"، معربين عن "قلقهم العميق من تزايد نشاط الجماعات الإرهابية في البلاد". وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، شددوا على "ضرورة الاستئناف الفوري للمفاوضات مع إسرائيل، بهدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة ومتماسكة جغرافيًا على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية". مكافحة الإرهاب وفي شأن مكافحة الإرهاب، اتفق الوزراء على مكافحة الإرهاب والعمل معًا لمنع ودحر الأعمال الإرهابية، واعتماد اتفاقية شاملة بشأن الإرهاب الدولي في أقرب وقت ممكن. ورفضوا ربط الإرهاب بأي دين أو ثقافة أو مجموعة عرقية، مرحبين بتأسيس "التحالف الإسلامي العسكري" لمحاربة الإرهاب الذي أعلنت السعودية عنه في ديسمبر الماضي. كما أعربوا عن دعم التنسيق بين روسيا والتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة، لمحاربة تنظيم داعش.