حذر وزراء المالية وحكام المصارف المركزية لدول مجموعة السبع أمس في ختام اجتماع استمر يومين في اليابان، من "صدمة" قد تلحق بالاقتصاد العالمي في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وجاء في وثيقة نشرتها السلطات اليابانية "أن الغموض المحيط بالوضع العالمي تصاعد، فيما تزيد النزاعات الجيوسياسية والإرهاب وتدفق اللاجئين، وصدمة خروج محتمل لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، من صعوبة البيئة الاقتصادية العالمية". وكان وزير المالية البريطاني جورج اوزبورن حذر باكرا صباح أمس في بيان بأنه "سيكون من الصعب جدا" على بريطانيا في حال خروجها من الاتحاد الأوروبي، التفاوض بشأن اتفاق تجاري جديد مع دول الكتلة الموحدة أو مع عشرات الدول غير الأوروبية المرتبطة باتفاق خاص مع بروكسل. عواقب وخيمة قال اوزبورن الجمعة الماضي في سنداي "يكفي التحدث إلى وزراء مالية ألمانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى لإدراك أنه في حال خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأرادت الوصول إلى السوق الموحدة، فسيتحتم علينا المساهمة في موازنة الاتحاد الأوروبي والموافقة على حرية تنقل الأفراد، وذلك بدون أن يكون لنا رأي في هذه السياسات". وقال وزير المالية الفرنسي ميشال سابان خلال لقاء صحفي "إن الدول السبع أجمعت بالطبع، على التأكيد أن خروجا من الاتحاد الأوروبي لن يكون أمرا جيدا لبريطانيا بالمقام الأول". وتابع "الخروج ستترتب عليه عواقب وخيمة، ليس لأننا سنسيء معاملة بريطانيا، بل لأن المنطق الاقتصادي سيكون فادحا جدا". وأدلى رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بتصريحات مماثلة إذ حذر مؤيدو الخروج من الاتحاد الأوروبي بأن بريطانيا ستواجه في هذه الحالة معاملة متشددة من الاتحاد الأوروبي. استفتاء 23 يونيو تنظم بريطانيا استفتاء في 23 يونيو يقرر فيه المواطنون ما إذا كانوا يرغبون في البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه. ويدعو رئيس الوزراء ديفيد كاميرون والمعارضة العمالية على غرار اوزبورن إلى البقاء في الكتلة الأوروبية. وتشير آخر استطلاعات الرأي إلى تقدم واضح لأنصار البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي، غير أن نسبة المترددين لا تزال مرتفعة، ما يلقي غموضا كبيرا على نتيجة الاستفتاء. ويضاعف أنصار البقاء في التكتل المدعوم من المؤسسات الكبرى المتعددة الأطراف مثل صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، التحذيرات بأن الاقتصاد سيتكبد ضررا كبيرا في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما يثير سخط مؤيدي الخروج الذين يعتبرون أن البلاد ستكون أكثر ازدهارا بدون قيود بروكسل البيروقراطية.