حذر اختصاصيون من التأثير السلبي لبعض الفضائيات التي تعدى دورها تقديم الأفكار والسلوكيات السلبية، إلى تقديم ما هو أخطر، وهو ترويج السحر والشعوذة، وذلك ببث إعلانات تروج للسحر عن طريق شخصيات تدّعي قدرتها على مساعدة الناس للتخلص من الأمراض النفسية كالاكتئاب، ومعالجة السحر والعين والحسد، إضافة إلى التحصين، وجلب الحبيب، ومساعدة النساء على الإنجاب، وإرجاع الزوج إلى زوجته، أو إعادة المطلق إلى طليقته. استهداف المملكة "الوطن" اقتحمت كواليس مدعي العلاج بالسحر والشعوذة، الذين يستهدفون بدرجة خاصة المملكة ودول الخليج عبر إعلانات تكتظ بها فضائيات عربية محددة، مما يدر عليهم آلاف الريالات يوميا، وكشفت زيف ادعاءاتهم. وكانت البداية بالتواصل مع أحد الأشخاص الذين يطلقون على أنفسهم "معالجين روحانيين"، واسمه حسن، وبسؤاله عن إعلان تضمن اسمه ورقمه عبر قناة فضائية، قال إنه لا يمكن الوصول إليه إلا بعد تحويل مبلغ 150 دولارا -ووفقا لقوله- بعد التحويل يتحدث مع طالب الخدمة، ويحضر قرينه لمساعدته على حل مشكلته. وعند سؤالنا: هل يستطيع إرجاع الحبيب وجلب الرزق، رد قائلا إنه يقوم بذلك خلال ثلاث ساعات، ولكنه اشترط تحويل المبلغ أولا عن طريق مكتب تحويل أموال، وفي حال تم التحويل يتصل عليكم المعالج حسن شخصيا.
حوار مع معالج تواصلنا مع أحد الروحانيين عن طريق رقمه المباشر ليرد علينا مدعيا أنه شيخ معروف على نطاق واسع، وبشهادة الملايين، لأنه -كما يقول- يتعامل مع المرضى بكتاب الله عز وجل، فطلبنا منه مساعدة خطيبين انفصلا، فسأل الاسمين، واسم أم كل منهما، وطلب إرسال صور لهما حتى يتمكن القرين -وفقا لقوله- من إعادتهما كما كان، ووعد بأن يرسل لنا على أقرب بريد حجابا تضعه الفتاة في عصير الشاب حتى تتمكن من استرجاعه خلال بضع ساعات، مدعيا أن الفتاة سترى في منامها امرأة على هيئة شيطان، وهي -وفقا لزعمه- من فرقت بينهما. وخلا الحديث مع الرجل الذي استمر عدة دقائق من ذكر أي آيات قرآنية أو أحاديث، إذ كان حديثه مرتكزا على أن القرين هو من سيقوم بالمهمة.
استغلال البسطاء قال الباحث الشرعي عبدالعزيز السبيعي إن "هؤلاء المشعوذين يستغلون حاجة البسطاء من النساء والرجال الذين يبحثون عن العلاج، فيرقصون على جراح الضعفاء والمرضى، مستغلين حاجتهم لكسب المال، دون اعتبار للجانب الأهم وهو الجانب الإنساني"، مشيرا إلى أن الفضائيات التي تروج لهؤلاء المشعوذين أحد أسباب انتشار الشرك، وأتباع الشيطان. وبين أن "كل من يتواصل مع هؤلاء المشعوذين، أو يذهب إليهم لا يعذر بجهل أبدا، ولا مجال أن يخدع نفسه بأنه لا يعلم بالحكم الشرعي، أو أن هذا المعالج ثبت على يديه شفاء كثير من الناس، فكل هذه الأعذار واهية، والجميع يعلم أن الذهاب للعرافين والسحرة والتصديق بما يفعلون ويقولون، شرك بالله وكفر".
خروج عن الدين أوضح الباحث الشرعي في أمور الرقية الشيخ حمد آل مسعود أن "هذا الموضوع بدأ يأخذ مساحة واسعة، لأن الترويج لمثل هذه الأمور سهل جدا، خاصة أن كثيرا من الذين يعانون أمراضا نفسية، ولم يقتنعوا بتشخيص الأطباء النفسيين اتجهوا إلى المعالجين الروحانيين بعد تلميعهم عبر هذه الإعلانات، وادعائهم بأنهم شيوخ يستطيعون مساعدتهم". وأكد أن "هؤلاء المعالجين يستعينون بالشياطين الذين يخلطون لهم الحق بالباطل، وبعض المتصلين يكونون كبش فداء لهم، يقنعون المتصل بفك سحره، فيفكون سحرا، ويربطونه بآخر، وكذلك ما يفعلونه من التوله، وهي تحبيب الزوج لزوجته، والعكس، وهذا محرم بل من الشرك الذي يخرج الإنسان عن الملة"، مشيرا إلى أن أكثر المنجذبين إلى هؤلاء المدعين نساء، لتميزهن بالعاطفة الجياشة، وسرعة التأثر والتصديق لما يملى عليهن.
فضائيات تروج للمعالجين الروحانيين - التكسب المالي ودعم القناة ماديا - نشر الشر والفساد بين المسلمين - اعتقاد المروجين أن هذا علم يختصون به - تحقيق الشهرة
الوهم عبر إعلاناتها 1- قنوات أفلام 5 2- قنوات أغاني 3 3- قنوات دينية 11
المبالغ التي تطلب - 150 دولارا قبل التحدث مع الساحر - من 1000 إلى 5000 دولار ثمن الخدمة المطلوبة - 10000 دولار ثمن الحجاب