أثار الباحث في مجال التراث المعنوي والمادي علي إبراهيم مغاوي العديد من التساؤلات في الوسط الثقافي وبين المهتمين بفنون القط، بعد اتهامه للعديد من الباحثين في مجال "فن القّط" بالانحياز لرجال ألمع بحكم أنهم وجدوا من يهتم بهم ويساعدهم في الحصول على المعلومة بدقة. وقال: ليست مشكلتنا في رجال ألمع أننا نعمل من أجل خدمة تراثنا، في وقت لم يفعل البعض ذلك" . واستدرك قائلا: مع ذلك الموضوعية العلمية تحتم علينا أن نقول إن غالبية الباحثين في هذا الفن وخصوصا الذين أصدورا كتبا، ظلموا بعض القرى التراثية في منطقة عسير خصوصا قرى سراة عسير، والكثير من القرى التي تسكن فيها قبائل قحطان وشهران. وكان مغاوي ألقى محاضرة نهاية الأسبوع المنصرم ضمن فعاليات مجلس ألمع الثقافي أدارها الروائي إبراهيم شحبي عن قصة عرض جدارية لفن "القّط" في مبنى الأممالمتحدة، مستعرضا الجهود التي بذلت في هذا الإطار، والعقبات التي واجهت منظمي الفعالية. أوجه القصور تحدث مغاوي عن أبرز كتاب غربي ألف عن هذا الفن، وهو كتاب "الجزيرة العربية .. حديقة الرسامين" ل"تيري موجيه" وقبله كتاب: (انطباعات عن العرب) الذي قال عنه: على الرغم من الأهمية الكبرى لكتاب "موجيه" في التعريف بهذا الفن على المستوى العالمي إلا أنه لا يمكن إنكار حقيقة أن تيري موجيه ظلم كثيرا بعض القرى التي لم يطّلع على فنون القط فيها بشكل جاد، وركز على ما وجده في "رجال ألمع" ، في حين وجد مغاوي أثناء بحثه في قرى عسير السراة وقرى قحطان قطاً مميزاً ومدهشاً في قرى كثيرة على مستوى منطقة عسير وربما خارجها، وقال: وقفت بنفسي على ما أعتقد أنه أقدم وأجمل جدارية قط في أحد المنازل التراثية بقرية في سراة عسير، والمنزل الذي توجد فيه هذه الجدارية آيل للسقوط، كذلك توجد نقوش كثيرة ومميزة في قرى عسيرية مثل "زبنة" و"ال امجمل" و"امشط" و"المخض" وشوحط. وكثير من قرى بني مالك وفي قرى "قبائل قحطان" توجد جداريات منزلية غاية في الإتقان الفني مثلما يوجد في قرى "الجهمة وسبت بني بشر وعنقرة وال خلف ال بسام، كذلك دخلت إلى منازل تراثية كثيرة في قرى شهران وسراة عسير، ووجدت فيها أشكال مذهلة من هذا الفن. وفي قرية "الجهمة" مفردات فنية تشبه مفردات "فاطمة أبو قحاص" وفي قرية" عنقرة" التي وجدت فيها قطا دقيقا جدا، وفي قرية"حمالة" حيث إن صاحبة ذلك "القط" أخت الروائي أحمد أبودهمان.بدوره، اعترض مشغل قرية رجال التراثية إبراهيم أحمد مسفر على رؤية مغاوي، واستدل على أن أصل فن القط أتي من رجال ألمع بأن معظم من يوصفن ب"مزينات البيوت" في عسير كن يأتين من رجال ألمع. جهود سعودية يرى مغاوي أنه على الرغم من أن الجهود البحثية المحلية في مجال الفنون ما زالت محدودة إلا أنه أشار إلى أبرزها وهو كتاب الفنان والأكاديمي بجامعة الملك خالد الدكتور علي مرزوق الذي وصف رسالته الأكاديمية في دراسة فن الزخرفة في عسير، وهو كتاب صادر عن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وأكد على أهمية هذه الدراسة التي ركزت على الجانب الوصفي التحليلي ل"القط"، كذلك تحدث كتيب صدر مؤخراً للباحثة: عفاف القحطاني، وعرض مقاطع من فيلم الدكتورة هيفاء الحبابي الذي أعدته واستنطقت أغلب شرائح المجتمع باللغتين (العربية والإنجليزية) وهذا الفيلم يعتبر من الدراسات الهامة جدا لفن القط. رائدات اعترف مغاوي بأن بعض الرائدات في فن "القَط العسيري" لم يأخذن حقهن في التعريف بإبداعاتهن مثل الراحلة " شريفة بنت أحمد " و"جحاحة البريدي" التي عرضت لها لوحة تجاوز عمرها أكثر من 130 سنة، وآمنة بنت محمد ومشغلة الراقدي وشريفة مسفرية وغيرهن.