النقش الألمعي (القط) عبارة عن خطوط ونقوش وتشكيلات جمالية يقوم بعملها نساء متخصصات في هذا المجال، وهذا الفن الشعبي لم تتعلمه الألمعيات في مدارس فنية أو معاهد متخصصة، ولكنه وحي للواقع، فكل لون يمثل إحساساً معيناً، وكل شكل يرمز إلى شيء حل بالنفس واستقر في الأعماق. وحول النقش الألمعي ودلالاته التقينا بعلي مغاوي وهو من المهتمين بهذا الفن، فقال لنا: « أكد معظم كبار السن في القرية أنهم لا يعرفون كلمة « قَطّ « إلا في السَّراة (المناطق الجبلية) حيث يسمونه « قط أو قطاط «، ولا يستخدمون هذه التسمية في رجال ألمع، بل يعرفون هذا الفن « بالنقش أو الزَّيان «، والمشتغلة بهذا الفن يسمونها»مُزَيِّنَة» «. ويعتمد هذا الفن على التعبير عن معطيات الحياة البيئية المحيطة طبيعية كانت أو بشرية، برموزها الدَّالة على تفاصيل الحياة الكثيرة، إلاَّ أن مستقرئ هذا الفن يكتشف أن لا وجود للإنسان ولا المخلوقات الحية كصورة واقعية ضمن أعمال النقش، ولا يعتمد تصوير الأحياء، وخاصة في نقوش «محافظة رجال ألمع « وحجاز السراة العسيرية من ربيعة ورفيدة شمالا مثل النقوش في قرية « زَبْنَة « وآل « امجمل « إلى القرى المجاورة لمدينة أبها من جهة الغرب مثل « امسقا « «العثربان « « العزيزة « « والمخض « بينما في منطقة جازان إلى الجنوب من منطقة عسير، وفي قحطان وشهران الواقعة في شرق مدينة أبها، التي يظهر امتداد طاقة اللون وتتسع مساحاته حيث تظهر رسومات أحياء واقعية تقريباً مثل الطيور والزهور والخيل وغيرها، في حين أمكن التعبير فيه عن وصف الطبيعة برموز فقط في نقش رجال ألمع. والنقش في المناطق الجبلية « السَّراة « المجاورة لمدينة أبها يختلف، فخطوطه أعرض ومفرداته أقل دقة في التفاصيل، وألوانه ليست كثيرة، تحس قبوله للتغيير بما يجعل مفرداته اجتهادية، فالختام فيه قد تأخذ شكلا مستطيلا، طول المستطيل فيها إلى الأعلى. هذا الإرث التاريخي العريق أشتهر في رجال ألمع واشتهرت به عدد من السيدات يأتي في مقدمتهن جحاحة بنت بريدي، فاطمة بنت علي أبو قحَّاص، فاطمة بنت امسباع وآمنة بنت امحمد بن هادي « رحمهم الله «، هذا، ويهتم الجيل الحالي بتعلم هذه الحرفة والصنعة حتى ان البعض اصبح يشكل له مصدرا للدخل، وعند الحديث عن العصر الحالي لا يمكن للزائر أن يغفل إبداع زهرة بنت فايع بن يعقوب، والتي تخصصت بنقش الأواني الفخارية بأشكال مختلفة لها نفس طابع النقش المنزلي،وأيضا شريفة بنت محمد بن مهدي، والمهتمة بنقش لوحات فنية على ألواح من الخشب،وجازي بنت أحمد.