تبدو الصورة بالغة التناقض بين أحوال قطبي العاصمة الهلال والنصر وهما يدخلان اليوم مواجهة ديربي جديدة سيحتضنها استاد الملك فهد الدولي، وستلهب الجولة العاشرة لدوري زين للمحترفين، وربما سيمتد الحديث عنها إلى أبعد بكثير من دقائقها التسعين. وتأتي صورة التناقض من أن النصر يعيش أفضل حالاته بعد انتصار أخير على الأهلي (2 / 1) وهو انتصار اقترن بأداء طيب رفع معنويات النصراويين، وأعدهم لمواجهة اليوم الصعبة، وأوصل رصيدهم إلى 16 نقطة وضعتهم في المركز الثالث في قائمة الترتيب متأخرا عن الاتفاق الوصيف بفارق ثلاث نقاط، لكنه يمتلك مباراة إضافية ما يعني إمكانية عودته للوصافة من جديد إذا ما ظفر بالنقاط الكاملة للمواجهة. في المقابل تبدو أوضاع الهلال بالغة السوء، فرئيس النادي لوح بالاستقالة، والمدرب البلجيكي إيريك جيريتس يحزم حقائب الرحيل إلى المغرب، واللاعبون ما زالوا في طور التعافي من صدمة الخروج من نصف نهائي دوري الأبطال الآسيوي، فيما الجمهور مازال غير مصدق هذا الخروج. وكان الهلال قد غاب لفترات عن خوض مباريات المسابقة المحلية مراعاة لمشاركته الآسيوية، فتوقف رصيده عند 15 نقطة من خمس مباريات ليتوقف في محطة المركز الرابع، لكنه سيسعى إلى اقتناص نقاط كل مبارياته المؤجلة ما يضمن له صدارة الترتيب بعدما فقد الاتحاد (المتصدر الحالي) أربع نقاط في مبارياته التسع التي خاضها حتى الآن ليقف عند 23 نقطة. وينظر الهلاليون إلى مواجهة اليوم كتعويض عن خروجهم القاري، وانطلاقة جديدة سعيا للقب المسابقة المحلية الهامة، وهم يدركون أن المواجهة ستكون سلاحا ذا حدين، فإما الخسارة ومواصلة التراجع، أو الفوز ومصالحة الجماهير الغاضبة التي باتت تطالب بغربلة شاملة في الفريق إذا ما أراد المنافسة على الألقاب المحلية. ويخشى الهلاليون ألا ينجح اللاعبون في تخطي عقبة الخسارة أمام ذوب هان الإيراني نفسيا، وهذا ما يجب على البلجيكي إيريك جيريتس والجهاز الإداري أن يكونا قد تداركاه قبل المباراة إذا ما أرادوا تحقيق الفوز وخطف النقاط الثلاث، ومواصلة مطاردة الاتحاد المتصدر. ويتوقع أن تشهد تشكيلة الهلال اليوم عددا من التغييرات الفنية في ظل الأنباء التي تؤكد غياب الحارس حسن العتيبي والمهاجم ياسر القحطاني المصابين، وتبعاً لذلك سيكون جيريتس مطالبا بإحلال الأفضل في مركزيهما، ولذا قد يستعين بالحارس خالد شراحيلي في المرمى وبعيسى المحياني في الهجوم، وسيعتمد بشكل كبير على المحور الدفاعي، الروماني ميريل رادوي الذي يشكل علامة فارقة في وسط الهلال، وإن كان أداؤه قد هبط في الآونة الأخيرة بعد غياب خالد عزيز وعدم قدرة عبداللطيف الغنام وسلطان البرقان على القيام بنفس أدوار عزيز التي كانت تخفف الضغط عن رادوي. وسيقوم ثنائي الوسط الهلالي محمد الشلهوب وأحمد الفريدي بالأدوار الهجومية لمساندة المحياني في الوصول إلى شباك النصر الذي سيكون لاعبوه على المحك اليوم أمام أنصارهم الذين يطالبون باستثمار الأوضاع الهلالية وتحقيق الفوز الذي سيشكل الدافع الأكبر للفريق في الاستحقاقات المقبلة، بيد أن أكثر ما يخشاه النصراويون هو تلك التخبطات الفنية التي دائما ما يقدمها مدربهم الإيطالي والتر زينجا والتي كلفت الفريق خسارة عدد من النقاط أمام فرق (سنة أولى دوري احتراف). ويدرك زينجا أن الخسارة في مواجهة ديربي الرياض ربما تكلفه منصبه، في ظل عدم تركيزه على تشكيلة ثابتة في المواجهات الماضية من الدوري، وهذا خلق حالة من عدم الاستقرار لدى اللاعبين الذين يأملون في تصحيح الأوضاع في هذه المواجهة. وستشكل مواجهة اليوم اختبارا مهما لريان بلال في اللعب ضمن القائمة الأساسية للعالمي بعد أن بحث عن هذه الفرصة، وسيكون الأرجنتيني فيكتور فيجاروا الأكثر تواجدا إلى جانبه عبر الدخول من العمق لإشغال رادوي ومنعه من التقدم للمواكبة الهجومية، على أن يتولى عبدالرحمن القحطاني وخالد الزيلعي مهمة قيادة الأطراف الصفراء ومنع المد الأزرق من الوصول إلى منطقة الخطر النصراوية. وسيشكل غياب عبده برناوي عن الدفاع النصراوي أبرز سلبيات هذا الخط الذي يعاني من ثقل حركة لاعبيه محمد عيد والأسترالي ماكين وأحمد الدوخي وربما سيجد زينجا نفسه مجبرا على الزج بالقائد حسين عبدالغني غير الجاهز للمشاركة تسعين دقيقة.