في الوقت الذي ألزمت وزارة التعليم إداراتها بإدراج معلمات محو الأمية ضمن حركة النقل الداخلي لتوزيعهن على المدارس الصباحية لسد الاحتياج، علمت «الوطن» من مصادر أن القرار يهدد استمرار نحو 33 ألف دارسة في مراكز محو الأمية، نظرا لعدم قدرة كثير من المعلمات على الدوام خلال فترتين في اليوم الواحد لظروفهن الأسرية. فيما ألزمت وزارة التعليم إداراتها بإدراج معلمات محو الأمية ضمن حركة النقل الداخلي لهذا العام، لتوزيعهن على المدارس الصباحية وسد الاحتياج المتوقع، كشفت مصادر ل"الوطن"، أن القرار يهدد استمرار نحو 33 ألف دارسة في مراكز محو الأمية للسيدات، وأكثر من 100 ألف من الملتحقات بمراكز الأحياء التي تنفذ برامجها إدارات تعليم الكبيرات في المناطق والمحافظات. وأشارت المصادر إلى أن معظم مراكز محو الأمية في المناطق النائية، ولا يمكن تشغيلها إلا عن طريق التفرغ الكلي للعمل فيها، إذ إنه من الصعب جدا أن تعمل المعلمات خلال فترتين من اليوم، نظرا لظروفهن الأسرية، كما أن دوام مراكز محو الأمية للسيدات يكون في فترة العصر، خلاف مراكز محو الأمية للرجال الذي يكون في الفترة المسائية.
مصير مجهول قالت إحدى المعلمات، فضلت عدم الإشارة إلى اسمها، إنها تعمل في مركز لمحو الأمية في منطقة نائية يضم أكثر من 70 دارسة، تراوح أعمارهن بين 12 عاما إلى 40 عاما، وأضافت أن هذا المركز لا يمكن العمل فيه من المعلمات غير المتفرغات لبرامج محو الأمية، إذ إن العمل فيه يبدأ الساعة الثانية والنصف، والمعلمات ينهين دوامهن الصباحي منهكات، ويرجعن إلى أطفالهن وأسرهن، وبالتالي فإن مسيرة هذا العدد من الطالبات مهددة بالتوقف إذا لم يتم التراجع عن قرار إلغاء تفرغ معلمات محو الأمية في هذا المركز والمراكز المماثلة.
حلول بديلة طالبت المعلمة حنان العتيبي بأن يترك الخيار لمعلمات محو الأمية في التحول إلى المدارس الصباحية والعمل في مراكز محو الأمية بالتكليف، أو التفرغ لمراكز محو الأمية وقالت "هذا فيه مراعاة لظروف بعض المعلمات وضمان استمرارية مراكز محو الأمية في المناطق النائية التي لا يمكن العمل فيها إلا عن طريق التفرغ الكامل"، مشيرة إلى أن تعثر هذه المراكز يعني تعثر تحقيق المملكة رؤيتها في القضاء على الأمية بحلول عام 2040.
تباين إداري تريثت بعض إدارات التعليم في تنفيذ القرار، وشرعت في تحديد عدد من التخصصات التي يمكن إبقاؤها للعمل في مراكز محمو الأمية، وبادرت إدارات أخرى إلى تنفيذ القرار، ففي الطائف ألزمت إدارة التعليم بالطائف نحو 450 معلمة من معلمات محو الأمية اللاتي تعاقدت معهن وزارة التعليم قبل عدة سنوات على بند محو الأمية، وتم تثبيتهن بالأمر السامي القاضي بتثبيت جميع الموظفين والموظفات المتعاقدين، بالدخول ضمن حركة النقل الداخلي هذا العام، في توجه لتوزيعهن على المدارس الصباحية. وقالت مصادر ل"الوطن"، إن مسيرة 3 آلاف دارسة من المنتظمات في مراكز محو الأمية التي يتجاوز عددها 150 مركزا في كل المحافظات المرتبطة بتعليم الطائف مهددة بالتوقف، خصوصا الدارسات في مراكز محو الأمية بالمناطق النائية التي لا يمكن أن تعمل فيها المعلمات على فترتين. وقال المدير العام للتعليم بمحافظة الطائف الدكتور الشمراني، إن جميع معلمات محو الأمية، وبحسب توجيهات الوزارة، سيتم توجيه ملاكهن إلى المدارس الصباحية، بدلا من المدارس المسائية لمحو الأمية، مشيرا إلى إن مراكز محو الأمية سيستمر العمل بها، إذ يتم تكليف المعلمات بخارج دوام لتدريس محو الأمية، وفقا لما هو معمول به في مدارس البنين. لماذا ترفض معلمات محو الأمية دوام الفترتين؟ - معظم مراكز محو الأمية في المناطق النائية - تشغيل المراكز يتطلب تفرغا كليا - صعوبة الدوام خلال فترتين لظروفهن الأسرية - الدوام يكون عصرا خلافا لدوام مراكز الرجال