تشهد الساحة الإعلامية العربية حالات متفاوتة من ردود الأفعال لمواجهة قرارات الحكومة المصرية بإغلاق 16 قناة فضائية وتوجيه إنذارات ل22 قناة أخرى بدعوى مخالفتها للتراخيص الممنوحة لها. ونظم عدد من الجماعات السلفية أول من أمس مظاهرة شارك فيها المئات، بعد صلاة الجمعة أمام مسجد النور بمنطقة "العباسية" بالقاهرة نددت بإغلاق بعض القنوات الدينية. وكان إسلاميون مصريون قد أعلنوا مبادرة لإطلاق "قمر صناعي إسلامي"، حيث أعلن منتصر الزيات، محامي الجماعات الإسلامية، إنه أطلق المبادرة المنادية بطرح اكتتاب عام لتوفير التمويل اللازم للقمر الصناعي الإسلامي، مشيراً إلى أن هذه الخطوة لا بديل لها في ظل التطورات التي تشهدها الساحة الإعلامية حالياً. لأن البث من أقمار صناعية عربية ليس حلا برأيه، حيث تتفق الأنظمة العربية فيما بينها على ما يجب السماح به وما يجب منعه، والدليل برأيه هو ما حدث مع قناة الحكمة التي منعت من البث على القمرين الصناعيين "نايل سات" و "عرب سات". من جهتها, أعلنت قناة الحكمة المغلقة أمس إعادة البث الرسمي للقناة على القمر الصناعي الأوروبي "أتلنتك". أما قناة الناس فأكد نائب رئيس مجلس إدارتها علي سعد أن القناة قدمت بالفعل تعهدات مكتوبة باحترام ميثاق الشرف الإعلامي والخرائط الجديدة للبرامج لتتسق مجدداً مع التعاقد الذي منحت الشركة الترخيص على أساسه. مشيرا إلى أن "القناة ذات هدف تجاري بحت"، ولا بد من احترام القانون والدستور الذي تعمل تحت ظله. وأكد سعد أن كون القناة متنوعة لا يتناقض مع كونها محافظة، فلا يمكن إكراه القناة على بث مواد غنائية أو موسيقى أو إظهار مذيعات بمظهر غير وقور، كما أن اشتراط عدم التصدي للفتوى إلا للمؤهلين شرط التزمت به القناة وستواصل الالتزام به. من جانبه، ألمح أحمد أنيس رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات" إلى أنه من الممكن أن تتمكن جميع هذه القنوات قريباً من البث في حال تصويب مسارها، حتى يمكن لمجلس إدارة المنطقة الحرة الإعلامية إعادة النظر في القرار. كما دعا أنيس ملاك وأصحاب هذه القنوات المغلقة إلى مراعاة مصلحة العاملين فيها وتصحيح مسارها حتى يستمر العمل، مؤكداً أن المنطقة الحرة لا تهدف أبداً إلى ضرر العاملين بهذه القنوات.