يرى صاحب كتاب "آفاق النظرية الأدبية من المحاكاة إلى التفكيكية" الدكتور صالح زياد أن "النظرية دلالة على المنهجية بقدر ما هي دلالة على العلمية، فلا منهج في البحث والدراسة بلا مستند نظري". بدأ المؤلف كتابه الصادر هذا العام والذي يقع في 304 صفحات من القطع الكبير بالتأكيد على الحاجة لمعرفة النظرية "إنها حاجة إلى معرفة الجزء، معرفة تجاوزه إلى الكل الذي يندرج فيه، وهذا ما يجعل النظرية حاجة علمية تخصيصا". مصطلح النظرية أثار الكتاب التساؤل في مصطلح "نظرية"، والنظرية في العلوم الأدبية الإنسانية لا تأخذ صفة الانضباط والمبدئية والأحكام والقوانين التي تميزها في العلوم الطبيعية والرياضية، وذلك لأنها في مجال ينتقص دوما من قدرتها على المجاراة للموضوعية واللاشخصانية واليقينية ولا يتيح لها القياس والبرهنة والتجريب، بما يجمع بين المبادئ والنتاج على نحو مطلق وتطرق الكاتب إلى قيمة النظرية وتطورها، وتاريخ المحاكاة قديمها ومبدأها، والمحاكاة بين القواعد والتقليد: "من وجهة قراءتها – المحاكاة علاقة خلف بسلف - بين المحاكاة والأصالة - القواعد والعبقرية". النشأة والدلالة والمدى في قسم التعبير تناول الكاتب "النشأة والدلالة والمدى" ومنها: (المنبع الرومانسي - نشأة نظرية التعبير في منتصف القرن 19 في أوربا - أهمية مقولة التعبير - مرجعية القيمة المتجددة لنظرية التعبير)، و"المبادئ والأصول"، التي تضمنت: (تخلية وتحلية - الامتياز التعبيري للشاعر- بين وصف الانفعال والتعبير عنه - الجدَّة الإبداعية - من التعبير عن الانفعال إلى العدوى به)، و"تقويم نظرية التعبير"، ودوّن فيها: (قيمة الالتفات إلى الذاتي والفردي ونتائجهما – كينونة علوية للأديب – شخصنة الإبداع الأدبي – هامشية الفن على التعبير – استبدادية الشاعر – من نقد الانفعال إلى نقد العدوى). واحتوى عنوان "الانعكاس " على: (المرجعية وبناء المفهوم - من انعكاس الواقع إلى تحويله - مساءلات نقدية). وفي عنوان "الخَلْق: الحداثة والشكلية" تضمن العناوين: (النشأة والجذور- المقولات والتصورات - التثمين والتقويم). ولادة المفهوم تناول الكاتب في قسم "البنيوية" (ولادة المفهوم ومهاده المنهجي - علمية البنيوية والنموذج اللغوي - زلزلة المفاهيم الأدبية - قيمة البنيوية ونتيجتها). وبين الكاتب أن التفكيكية هي المفتاح النظري المؤسس لما بعد البنيوية، وتحدث عن "التفكيكية والتأسيس لما بعد البنيوية: قراءة في المرجعيات"، وتطرقت ل: (الأدب في أفق التفكيكية - التنظير التفكيكي للأدب، وتضمن: (الأدب والكتابة - الأدب والتلقي - من موت المؤلف إلى ميلاد القارئ)، وشرح الكاتب "التناص وثورة اللغة الشعرية - وثورة اللغة الشعرية). وفي محاكمة التفكيكية تناول المؤلف: أ: "مقام الاتهام" وجاءت تحت عناوين هي: (الدلالة الهدمية - التناقض التفكيكي - العقائدية - العدمية - اللاأخلاقية والملابسة للشر - المحافظة والنخبوية والطغيان البلاغي). ب: "مقام الدفاع" وتضمن أولا: موقفها التحرري، وثانيا: أخلاقية التفكيكية وشملت: (الكشف عن أهمية الآخر - احترام التعددية - التأكيد على حياة الإنسان لا موته).