في وقت ترى موسكو أن حلف الناتو دق بابها لاستئناف التعاون، أكد الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرج، أن الحوار لا يعني عودة العلاقات. وكانت موسكو أكدت في وقت سابق، أن الأطلسي هو من بادر إلى طلب استئناف عمل مجلس روسيا - الناتو. وقال مصدر في وزارة الخارجية الروسية إن "أعضاء في الناتو، هرعوا إلى ممثلي روسيا، وطلبوا استئناف عمل المجلس الثنائي"، موضحا أن الحلف قام من جانب واحد بتجميد التعاون مع روسيا في كل الاتجاهات، بما في ذلك مجال التصدي للإرهاب، مستدركا أن تطور الأحداث دل على أن "سياسة الحلف لم تكن مبررة"، معللا ذلك بأنها عمقت المشكلات بدلا من حلها، وهذا ما دفع أعضاء في الحلف إلى اقتراح استئناف عمل مجلس "روسيا – الناتو"، حسب المصدر الدبلوماسي الروسي. وكان ستولتنبرج توقع قبل اللقاء أن يعرض الروس وجهة نظرهم خلال الاجتماع، وقال: "لا نخشى الحوار، بل نعتقد على العكس أنه أكثر أهمية في الأوقات الصعبة والتوتر الشديد". وأوضح أن سفراء الحلف يأملون في إيجاد آليات معززة لخفض المخاطر المرتبطة بالنشاطات العسكرية، "مثل تلك التي شهدناها في بحر البلطيق من حوادث خطيرة في الأيام الأخيرة، حين حلقت مقاتلات روسية فوق سفينة أميركية، ثم قرب طائرة استطلاع تابعة للولايات المتحدة". وكرر ستولتنبرج موقف الحلف من العلاقات مع روسيا، مشددا على أن اللقاء لا يعني عودة العلاقات، مشيرا إلى أنه شهد نقاشات جدية وصريحة، مؤكدا في الوقت ذاته أن هناك خلافات كبيرة بين وجهات نظر موسكو ودول الحلف، وأن المباحثات لم تلغ أو تحل تلك الخلافات. استفزاز روسي أثار الطيران المفاجئ لمقاتلة روسية على ارتفاع منخفض من القطعة البحرية الأميركية "يو إس إس دونالد كوك" المتمركزة في بحر البلطيق، استغراب الأميركيين. وكانت مقاتلات موسكو استفزت واشنطن بهذه الخطوة على مدار يومين، إذ كانت المقاتلات تطير على ارتفاع لا يتعدى 30 قدماً من سطح السفينة الأميركية. وقالت صحيفة "هافينجتون بوست" الأميركية، أمس، إن أعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ يشعرون بكثير من الحساسية حيال الأمر، مما قادهم إلى انتهاز الفرصة، لتوجيه سؤال مباشر للجنرال العسكري الأميركي كورتيس سكاباروتي الذي عُين أخيرا قائداً لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا بترشيح من الرئيس باراك أوباما. وبشأن رد الفعل الذي تتخذه الولاياتالمتحدة، أجاب سكاباروتي بأن روسيا يجب أن تتلقى "رسالة قوية وواضحة وملائمة" بشأن عواقب تكرار هذا الأمر، مضيفا أن على القادة العسكريين الأميركيين إبقاء جميع الخيارات على الطاولة، بما فيها الرد العسكري، وقال: "بمجرد أن يصبح ذلك الأمر معروفًا، فسيكون على الولاياتالمتحدة فرضه وتطبيقه".يذكر أن التحليق الأخير يأتي في إطار الجهود الروسية لإظهار رغبة الرئيس فلاديمير بوتين في تفتيت حلف الناتو، وكان من بين هذه الجهود تكثيف وجود الغواصات وحركتها إلى المستوى الذي كانت عليه في الحرب الباردة، وبعض الأعمال الاستفزازية لدول البلطيق، بالإضافة إلى دعم الحركة الانفصالية في أوكرانيا. ويعد الاستفزاز الروسي، الثاني من نوعه خلال 27 عاما. وكانت السفن الحربية التابعة لموسكو اصطدمت في فبراير 1988، بالسفينتين الأميركيتين "يو إس إس كارون"، و"يو إس إس يوركتاون" أثناء دورية لهما في المياه الدولية بالبحر الأسود.