كشفت مصادر لصيقة بمبعوث الأممالمتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أن الأخير بذل جهودا مضنية طيلة اليومين الماضيين لإقناع جماعة الحوثي اليمنية بإرسال ممثلين عنها لمحادثات السلام في الكويت، لرفع الحرج عن المنظمة الدولية التي تجنبت حتى الآن توجيه إدانة صريحة للانقلابيين على خلفية تعمدهم إفشال المفاوضات. وأبدت استغرابها من تناقض الانقلابيين، مشيرة إلى أنهم اتسموا بالإيجابية الشديدة خلال الاتصالات التي تمت اليومين اللذين سبقا موعد المفاوضات، واتفقوا مع مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد على كل شيء تقريبا، مضيفا أن تغير موقفهم بشكل مفاجئ سبّب صدمة للمبعوث الدولي. ورغم أن ولد الشيخ يعمل حاليا مع الحوثيين والحكومة لتسوية المشكلات، أكدت مصادر يمنية أن مفاوضي الجماعة المتمردة لم يتحركوا بعد من العاصمة صنعاء، متعللين بما سموه ضرورة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، قبل السفر لحضور المحادثات. كما رفضوا جدول أعمال مقترح ينص على أن يسلموا أسلحتهم الثقيلة وينسحبوا من المناطق التي يسيطرون عليها، قبل تشكيل حكومة جديدة تمثل جميع القوى اليمنية. من جهتهم، هدّد مندوبون يمثلون الشرعية اليمنية بمغادرة الكويت متهمين الانقلابيين بمحاولة فرض شروط جديدة على المحادثات. واكتفت مصادر رسمية بأن المندوبين الحكوميين يخوضون مشاورات بينية لاتخاذ قرار بشأن خطوتهم التالية. ويرى مراقبون أن الرفض الحوثي لحضور المفاوضات يعني فشلها قبل انطلاقها، مرجحين أن يؤدي ذلك إلى تصاعد القتال بين الحوثيين المتحالفين مع إيران وأتباع المخلوع من جهة، والشرعية اليمنية المتمثلة بحكومة هادي من جهة ثانية.