واصل نظام الأسد، أمس، انتهاكاته للهدنة، متجاهلا في نفس الوقت اجتماعات الجولة الثانية من جنيف3 والمفاوضات التي يجريها مبعوث الأممالمتحدة ستيفان دي مستورا، للوصول إلى حل سياسي بسورية، وذلك بقصف حلب في هجوم وصف بالأعنف منذ بدء سريان الهدنة في 27 فبراير الماضي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن هجمات النظام على حلب أمس قتل خلالها 11 مدنيا وأصيب عدد آخر، مشيرا إلى أن قوات الأسد استهدفت الفصائل المعارضة بالقذائف. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "الهدنة في سورية باتت مهددة أكثر من أي وقت مضى جراء تصعيد الهجمات، لاسيما على حلب التي تمتلك مفتاح السلام والحرب". من ناحية ثانية، أعلنت المعارضة السورية سيطرتها على عدة قرى بريف حلب الجنوبي، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام والمليشيات الموالية له، كما سيطر مقاتلو تنظيم داعش على قرى أخرى بالريف الشمالي، فيما قالت مصادر إن 13 شخصا قتلوا في قصف روسي استهدف حي الحميدية في مدينة دير الزور شرق سورية. تدهور على الأرض قالت حركة أحرار الشام المعارضة، إن محادثات السلام التي ترأسها الأممالمتحدة سلبية للغاية حتى الآن، لاسيما في ظل الوضع العسكري المتدهور على الأرض. وأشارت في بيان إلى الضغط الذي يواجه وفد الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة مع مشاركتها في جولة ثانية من المحادثات غير المباشرة مع الحكومة في جنيف. وقالت إن روسيا تعمل حاليا على تحقيق مكاسب ميدانية لدعم الأسد كما يقوم النظام وإيران بخرق الهدنة المزعومة، وسط تملص دولي من أي التزامات أو ضمانات، وهذا أمر نراه مجانبا للصواب وللمصلحة العامة. لا محاصصة كشف رئيس وفد التفاوض في الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية العميد أسعد الزعبي، عن إمكانية مشاركة عناصر من النظام في هيئة الحكم الانتقالي، شريطة عدم تلطخ أياديهم بالدماء" على ألا تكون تسمية الهيئة مناصفة بين النظام والمعارضة. وأشار الزعبي في تصريحات صحفية بجنيف إلى رفض المعارضة تسمية هيئة الحكم الانتقالي مناصفة بينهم وبين النظام، عادا ذلك "ظلم للثورة السورية". وقال إن وفده لم يأت إلى جنيف ليتقاسم مناصب وحصص مع النظام، بل لتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، من دون الأسد ورموز نظامه. مظاهرات تظاهر عشرات السوريين من ريف حلب الشمالي، أمس، مطالبين بحماية دولية، بعد أن أجبرتهم هجمات تنظيم "داعش"، على مغادرة مخيماتهم واللجوء للسكن في خيام بين أشجار الزيتون على الشريط الحدودي بين سورية وتركيا. ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا بين أشجار الزيتون على الحدود السورية التركية، لافتات ناشدت العالم التدخل لحمايتهم، وذكرته أن "الشعب السوري جزء من العالم"، كما أكد المتظاهرون أن "السبب في الحال الذي وصلوا إليه هو بشار الأسد ونظامه".