تعرض طلاب وطالبات من السعوديين والكويتيين الذي يدرسون في مدينة بوكاتيلو التابعة لولاية آيداهو الأميركية للتهديد والضرب والطعن والسرقة، وذلك بسبب التمييز العنصري من قبل بعض سكان المدينة. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الملحق الثقافي السعودي بواشنطن الدكتور محمد العيسى ل"الوطن" أن الملحقية تعمل منذ صباح أمس على مراسلة الطلاب في المدينة وتستقبل شكاواهم، بالإضافة إلى تسهيل إجراءات نقلهم إلى جامعات أخرى في حال تطلب الأمر ذلك. عودوا إلى بلادكم يواجه أكثر من 700 طالب سعودي يدرسون بولاية آيداهو الأميركية وتحديدا الطلاب الذين يدرسون في مدينة بوكاتيلو التي تعتبر رابع أكبر مدن الولاية تمييزا عنصريا من قبل بعض سكان المدينة، بسبب انتمائهم للدين الإسلامي. وتعرض نحو 50 مسكنا يقطنه طلاب سعوديون وكويتيون لعمليات سرقة من قبل السكان الأميركيين في المدينة وتعد بالضرب وصل إلى حد الطعن، إضافة إلى توجيه عبارات السب والشتم إليهم، وتوزيع ملصقات على الزجاج الأمامي لسيارات المبتعثين تحمل عبارة: "عد إلى بلدك.. لماذا أنت هنا؟". وأجمع عدد من المبتعثين الذين تحدثوا إلى "الوطن" بأن سكان المدينة يوزعون أقراصا مدمجة فيما بينهم يحذر محتواها من الإسلام وخوفهم من تفشيه في الولاية. وعج موقع "تويتر" أمس بالكثير من التغريدات حيال هذه القضية في هاشتاق نشط بعنوان #طلبة_ بوكاتيلو_في_خطر. وتحدث فيه المبتعثون والمبتعثات عن معاناتهم وما يتعرضون له من مضايقات عرقية ودينية. حالات اعتداء روى الطالب عبدالعزيز الشهراني ل"الوطن" قصصا له ولعدد من زملائه تعرضوا فيها للمضايقات وللعنصرية، إذ إن أحدهم تعرض أول من أمس لاعتداء من قبل شبان أميركيين نتج عنه تعرضه للطعن، كما تعرض آخر للضرب المبرح ونتج عن ذلك كسر في أنفه، بالإضافة إلى سرقة شقة تسكن فيها 3 طالبات سعوديات. وأضاف الشهراني أن الطلاب السعوديين والكويتيين اجتمعوا أمس في مقر النادي السعودي بالجامعة التي يدرسون فيها للتشاور وتدارك الأمر الذي يحيط بهم. وانتقد الشهراني وزملاؤه في حديثهم أمس تأخر السفارة السعودية والملحقية في التدخل بالقضية ووضع حل لهذه الأزمة، خاصة أن السفارة الكويتية تواصلت مع طلابها وأرسلت لهم خطابا -اطلعت "الوطن" عليه- نصحتهم فيه بالانتقال إلى جامعات أخرى في أقرب وقت ممكن ووعدتهم بتسريع إجراءات النقل. إلى ذلك، انتقد الطلاب السعوديون تعامل شرطة المدينة، مؤكدين أنهم سلموا شبانا أميركيين إليها بعد محاولاتهم سرقة شققهم، إلا أن الشرطة سرعان ما أطلقت سراحهم دون اتخاذ أي إجراءات نظامية في حقهم. اجتماع طارئ أوضح مدير النادي السعودي بالمدينة عبدالله الدوسري أن كل ما ذكره الطلاب صحيح، ويواجهه كل من الطلاب السعوديين والكويتيين على حد سواء. وقال إنه تواصل مع كل الطلاب والطالبات المسجلين في النادي عبر البريد الإلكتروني وأكد لهم أن الشعور بالأمان في المدينة بات مفقودا. كما دعا إلى عقد اجتماع بصفته رئيس النادي حتى يجدون الحلول المناسبة للخروج من المأزق، وعندما علم الطلبة الكويتيون بهذا الاجتماع تضامنوا معه وحضروه. وأكد الدوسري أنه بعد نهاية الاجتماع الطارئ توصلوا إلى عدد من الإجراءات من ضمنها رفع المشكلة إلى السفارة والملحقية في واشنطن من أجل فتح المجال للطلاب للانتقال إلى ولايات أخرى، بالإضافة إلى التأكيد على كل المبتعثين بضرورة توخي الحذر والحرص على البقاء في مجموعات وذلك لتلافي أي حادث يمكن أن يؤدي إلى مشكلة أكبر. الملحق الثقافي في واشنطن الدكتور أحمد العيسى أكد في سياق حديثه إلى "الوطن" أنهم يحاولون إيجاد حل لهذه المشكلة بأسرع وقت ممكن. وأضاف "نعمل منذ صباح أمس على التواصل مع الطلاب في المدينة، وإيجاد حلول لهذه المشكلة"، مشيرا إلى أنه تسلم صباح أمس رسالة بريدية من قبل النادي السعودي والطلاب المتضررين وأن الملحقية تولي الطلاب عناية فائقة وتتابع قضيتهم باهتمام بالغ وتسعى لتسهيل إجراءات نقلهم إلى جامعات بديلة في حال تطلب ذلك. وأضاف أن السفارة السعودية على علم بالقضية وتتابعها باهتمام كبير.