بانتظار نطق محكمة أميركية في قضية الاعتداء على مبتعث سعودي، استجابت إدارة السلامة العامة في ولاية أيداهو الأميركية لمطالب مبتعث سعودي يشعر بالخوف من إمكان تجدد الاعتداء عليه، بعدما تعرض لضرب مبرح من شابين أميركيين قبل شهرين، فقامت بتركيب كاميرات حول شقته لمراقبتها، طبقاً لصحيفة «أيداهو» المحلية. وبيدين مصابتين، بالكاد يستطيع ثنيهما، وبجرح غائر في الرأس، لم يبرأ بعد، سرد المبتعث السعودي علي العساف للصحيفة المحلية تفاصيل الاعتداء الذي تعرض له على أيدي شابين أميركيين نهاية شباط (فبراير) الماضي في بوكاتيلو، أكبر مدن ولاية أيداهو (جنوب شرق أميركا). وعلى رغم أن دوافع الاعتداء لم تعرف بعد، إلا أن حديث العساف أعطى تلميحات تدل إلى أن الاعتداء الذي وصفته الصحيفة ب«الوحشي»، تم بدوافع عنصرية، إذ ذكر العساف أنه سمع الشابين يصرخان: «يا عربي.. يا أسمر»، قبل أن يفقد وعيه إثر ضربة قوية في الرأس وجهها لها الشابان بحجر يكاد حجمه يماثل كرة القدم. وأبدى العساف، الذي يبلغ من العمر 30 عاماً، ويعمل في أحد مستشفيات السعودية، تشاؤماً من أداء المحكمة تجاه الجناة، وقال: «تبدو العدالة في قضيتي ضبابية»، ولاسيما بعد أن طلب قاضي المحكمة تخفيف صيغة الادعاء على أحد المتهمين، لتصبح «جنحة جنائية»، بعد أن كانت «جناية واعتداء بسلاح». وأكد العساف أنه كان عائداً إلى منزله حين اقترب منه شاب أميركي ليسأله: «هل لديك مشكلة؟». وعاد الشاب الأميركي نفسه مع آخر يركب سيارة رياضية ليشتماه بألفاظ نابية، قبل أن تتدخل الشرطة ويمضي كل إلى طريقه. وفيما كان العساف يركن سيارته حاصرته السيارة الرياضية نفسها وأوسعه راكباها ضرباً على رأسه بحجر كبير، وسحقوا أصابعه بطريقة صار معها عاجزاً عن الكتابة، وبالكاد يستطيع تحريكها. وأكد مصدر في القنصلية السعودية في لوس أنجليس أن السفارة السعودية في أميركا أوكلت محامين على درجة عالية من الكفاءة ليستعيد المبتعث السعودي حقه في هذه القضية. ولفت إلى أن المحاكمة لن تنتهي بالنطق بالحكم اليوم، بل هناك جلسة أخرى في حزيران (يونيو) المقبل للنطق بالحكم ضد المتهم الآخر.