فيما ألحقت الأمطار الغزيرة التي شهدتها الطائف مساء أول من أمس الضرر بنحو 17 مركبة جرفتها السيول التي جالت في عدد من شوارع الطائف وخاصة حي العقيق وشهار وشارع الجيش، أرجعت أمانة الطائف تجمع المياه في بعض الأحياء والشوارع إلى أنها غير مخدومة بمشاريع درء السيول أو أن مشاريعها لم تكتمل. إلغاء مهرجان السياحة أدت الأمطار الغزيرة التي شهدتها الطائف إلى إلغاء حفل تكريم المنظمة العربية للسياحة وإطلاق فعاليات الطائف عاصمة المصايف العربية 2016، التي كان من المقرر أن تقام بمتنزه الردف العام، وكان هطول الأمطار قد استمر لنحو 5 ساعات، وكشف عن سوء في تنفيذ مشاريع درء السيول، وعدم قدرتها على استيعاب كميات كبيرة من المياه، خصوصاً في دوار المئوية وتقاطع شارع الحدائق وشارع شهار، إذ أدت السيول إلى جرف 17 سيارة بحي العقيق، وبلغت كميات الأمطار التي هطلت على مدينة الطائف وفق موقع الهيئة العامة للأرصاد 60 ملم.
46 محتجزا أوضح المتحدث الرسمي للإدارة العامة للدفاع المدني بالطائف العقيد ناصر الشريف أن مركز التحكم والتوجيه سجل بلاغات احتجاز سيارات داخل مياه الأمطار في حي العقيق وشارع الجيش وميدان المئوية وحي الخالدية وحي قروى ووادي سيسد، أشرف عليها ميدانياً مدير الإدارة العامة للدفاع المدني العميد أحمد بن سعيد آل كاسي بمشاركة 11 ضابطا، و15 فرقة إنقاذ، بالإضافة إلى عدد من المعدات الثقيلة مدعومة بمقطورات الإضاءة، إضافة إلى 19 دورية سلامة، وبلغ عدد الأشخاص الذي تم إنقاذهم 46، وبلغ عدد السيارات التي تم فك احتجازها وإخراجها إلى مواقع آمنة 77، وتم التعامل مع 85 بلاغا عبارة عن التماسات كهربائية وحرائق في عدادات ودخول مياه إلى المنازل، إضافة إلى 17 سيارة جرفتها السيول في حي العقيق - شارع تهامة – مؤكداً أن مركز التحكم والتوجيه لم يسجل أي إصابات أو مفقودين.
مشاريع لم تكتمل أوضحت أمانة الطائف في بيان لها أنها تلقت أكثر من 250 بلاغا تم معالجة 90 % بالكامل، ولم تسجل أي أضرار كبيرة باستثناء ما لحق ببعض المركبات التي كانت في طريق السيول التي مرت ببعض الشوارع المتضررة. وأضاف البيان أنه تكون نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت على المحافظة تجمعات مائية في مواقع غير مخدومة بشبكة تصريف الأمطار والسيول، وأيضاً التي لم تستكمل مشروعاتها مثل ميدان المئوية وشارع شهار والجيش وتهامة. وتابع البيان أن الأمانة استنفرت كل إمكانياتها لسرعة معالجة التجمعات المائية بإشراف ومتابعة ميدانية من قبل أمين الطائف المهندس محمد المخرج، وبالتنسيق مع إدارة المرور لمعالجة الاختناقات المرورية في الشوارع، بالإضافة إلى التنسيق مع الإدارة العامة للدفاع المدني بالمحافظة.
سوء تنفيذ المشاريع أرجع مواطنون مشكلة تكدس المياه في حي العقيق إلى سوء تنفيذ مشاريع درء السيول، وقال مساعد العتيبي من سكان حي العقيق لم نشاهد مثل هذه السيول التي تقتحم الحي منذ 30 عاما إلا بعد أن أنشئت مشاريع درء السيول، ففتحات المجاري لا تتحمل كميات كبيرة من المياه بل وتعيق تصريف المياه إلى داخل المجرى، مما أدى إلى تكون سيول جارفة أغرقت الحي وسحبت السيارات وكأنها قطع فلين تطفوا على الماء. وقال عبدالله الهذلي من سكان حي عودة إن الشركة القائمة على أعمال الخدمات البلدية في طريق الملك عبدالله أهملت وسائل السلامة في مشروع نفق الخدمات ودرء السيول القائم حالياً، مما أدى إلى امتلاء الحفريات بالماء، فبالكاد تعرف أن هذه حفرة عميقة، وهذا ما يهدد سلامة المارة خصوصاً من الأطفال بالغرق.