غرق حي العقيق ولم تنقذه ملايين الأمانة التي تعلن عنها بين فينة وأخرى على أنها لمشاريع خدمية قبل أن تفضح الأمطار تلك العهود والوعود التي لم تخرج عن كونها حبرا على ورق. أمانة الطائف أرجعت غرق عدد من الشوارع الرئيسية في الطائف لعدم تصريف مياه الأمطار والسيول، كما أقرت أن مشاريع الجيش وشهار وميدان المئوية وتهامة لم تستكمل. عاصفة من الهجوم والانتقادات وجهت للأمانة محملة إياها المسؤولية الأولى، خصوصا أن ما تذكره ليس له وجود على أرض الواقع بحسب بياناتها التي ذكرت فيها تخصيص 12 مليارا لمشاريع خدمية في المحافظة كان لحي العقيق نصيب منها من خلال مشروع إنشاء عبارة في شارع تهامة لتصريف سيول الأمطار، في وقت أشارت فيه إلى مباشرتها عددا من البلاغات ومعالجة آثار الأمطار. واقع مغاير ومفارقات عجيبة رصدتها «عكاظ» في الحي، إذ بدا الدمار كما هو والسيارات متراكمة فوق بعضها والشوارع تئن من وطأة الأتربة والقاذورات والأخشاب التي غطت السيارات وأبواب المنازل، في وقت لم يشاهد سكان الحي آليات الأمانة تجوب داخله وترفع الأنقاض وتساهم في كنس وتنظيف الشوارع، بينما رصدت في مواقع أخرى خصوصا عند إشارة ابن سويلم وبالقرب من الضيافة وحول بعض المتنزهات الكبيرة وشارع شهار والمئوية. عمدة الحي عبدالرحمن الغريبي، لفت أنه لم يشاهد أي وجود لآليات الأمانة حتى صباح اليوم التالي بعد الغرق، مضيفا أن حادثة الغرق هذه لم تكن الأولى بل الرابعة، وفي كل مرة، نطالب ولا حياة لمن تنادي، بينما نقرأ عن مشاريع تستهدف الحي في الصحف والبيانات الإعلامية ولولا لطف الله بنا لحدثت فاجعة أكبر في الأرواح والممتلكات، مشيرا إلى عبارة وضعت قبل عام في شارع تهامة وانعدمت فائدتها. المتحدث باسم مدني الطائف العقيد ناصر الشريف كشف ل«عكاظ» تسجيل بلاغات احتجاز 77 سيارة داخل مياه الأمطار في حي العقيق وشارع الجيش وميدان المئوية وحي الخالدية وحي قروى ووادي سيسد، منها 17 سيارة جرفتها السيول في حي العقيق (شارع تهامة)، كما أنقذ 46 شخصا، وتعامل مع 85 بلاغا عن تماسات كهربائية وحرائق في عدادات ودخول مياه إلى المنازل، ولم يسجل مركز التحكم والتوجيه أي إصابات أو مفقودين.