أحمد مذكور التعليم هو المنظومة الأولى للمجتمعات وأساس نجاحها، وهو سر اهتمام حكومتنا يحفظها الله، فهي تدفع كل ثمين وتهب كل غال من أجل نجاح منظومة التعليم في المملكة، ومدى قدرة نجاح أفرادها كمخرجات لقيادة المجتمع السعودي وخدمته والنهوض به، ولكن تبقى هناك بعض الهفوات الصغيرة التعليمية التي تؤثر في قدرات الطلاب وضعف جاهزيتهم العملية، خصوصا عندما يلتحقون بمؤسسات تعليمية تنفيذية أو تطبيقية تعتمد على النواحي العملية، وسأركز هنا على جانبين مهمين قد يراهما المعنيون بأنظمة التعليم صغيرين وغير مؤثرين، ولا مانع ولا ضرر من عدم تطبيقهما، بينما هما في الواقع أساس نجاح المخرجات التعليمية في بناء فرد ناجح ونافع لمجتمعه، أولهما التركيز على النواحي المعرفية أو النظرية فقط، دون الاهتمام بالنواحي التطبيقية لتلك المعارف والنظريات، خصوصا في المواد العلمية، وسأقولها بكل صراحة بهذا الخصوص، وهو أن كل ما يهم الوزارة ومديري المناطق ومكاتب التعليم ومشرفيها وقادة مدارسها، هو متابعة المعلمين في أداء الدروس النظرية فقط داخل الفصل الدراسي، دون متابعة واهتمام بالدروس التطبيقية في مختبر المدرسة، بل التغاضي عنها لدرجة أنها تصل ببعض القادة إلى التخفيف من أداء حصص المواد العلمية في مختبر المدرسة خوفا وتهربا من المسؤولية، فهو يرى أن المختبر قنبلة موقوتة، خصوصا القادة الذين يحملون تخصصات نظرية، وهو الأمر الذي يخلق قصورا في فهم الطلاب المعرفي وعدم قدرتهم على التعامل مع النظريات العلمية وكيفية تطبيقاتها، وعدم قدرتهم على التعامل مع أدوات البحث العلمي، وبالتالي يصبحون غير قادرين على الإنتاج والإنجاز والتطوير مستقبلا، أضف إلى ذلك تردد الطلاب بعد حصولهم على الشهادة الثانوية وحيرتهم في أي الجامعات يلتحقون وأي التخصصات يختارون، فهم يكملون الثانوية دون معرفة عما سيكون بعدها، رغم الطاقات والقدرات والمقومات التي يمتلكونها في كل المجالات، ولكن لا توجد برامج متخصصة وثابتة توجه الطلاب وتستخرج نقاط الإبداع فيهم وطاقات الميول لديهم، بحيث يتم توجيه الطلاب من خلالها إلى الجهات والمؤسسات التي ستُفعل وتثري وتفجر طاقات الإبداع لديهم، إلى منتجات ومنجزات تصنع عتاد مجتمعهم وعُدة وطنهم، تؤمّن لهم ولمجتمعهم حياة كريمة وتنهض بوطنهم.