قال وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس اللجنة العليا لبرنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، إنه يجوز شرعاً ونظاماً الجمع بين الوظيفة والخطابة والإمامة، موضحاً أن الأصل الشرعي هو أن الخطابة والإمامة تكليف شرعي، وما يتقاضاه الإمام أو الخطيب ليس راتباً وإنما هي مكافأة من بيت المال لقيامه بهذا التكليف. وأكد أن الجمع بين تكليف الإمامة والخطابة ووظيفة أخرى لا تعارض بينهما، حيث إن الإمامة أو الخطابة تكليف شرعي وهي لا تعني وظيفة بالمعنى المدني، في حين أن الوظيفة تتبع لنظام الخدمة المدنية، مضيفاً أن الشرع يؤكد على أحقية الإمامة للأقرأ والأعلم والأفقه سواء كان موظفاً أو غير موظف، ولا يقدح في ذلك أن يكون الإمام أو الخطيب قاضياً أو أستاذاً جامعياً أو معلماً أو غيرهم. وشدد آل الشيخ، خلال حديثه أمام أكثر من 300 إمام وخطيب، في اللقاء المفتوح، الذي نظمته إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة الإرشاد في الأحساء أول من أمس، في قاعة الاحتفالات بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الهفوف،بحضور مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في الأحساء الشيخ أحمد الهاشم، على ضرورة انضباط الأئمة بالأوامر الشرعية، وكذلك بالتنظيمات الإدارية، التي صاغها أهل العلم في الوزارة لخدمة الأحكام الشرعية. وقال إن ولاية الإمام في مسجده هي في حدود ما أوكل له من قبل من عينه إماماً، وهي وكالة ليست كاملة على مسجده، وإنما ولايته في أداء الصلاة في وقتها والمحافظة على المسجد، وليس له أن يتصرف في الهدم أو البناء أو تقديم وتأخير الصلاة، لافتاً إلى أن ولاية الإمام محصورة في الصلاة في وقتها، وليس له ولاية عامة، ولا يحق له أن يضع دروسا ويأتي بمن شاء ويدع من شاء. وانتقد آل الشيخ قيام أحد الأئمة بتغيير القبلة وتعديل اتجاه السجاد في المسجد دون الرجوع لإدارة الأوقاف بالرغم من وجود أجهزة تحدد اتجاه القبلة وبالإمكان الاستفادة منها. وكان الوزير، استهل اللقاء، بالإشارة إلى أن الصلة بين إدارة الدعوة والإرشاد والأوقاف والمشايخ وطلبة العلم هي صلة تكميل وصلة موصول، ولا يتم الأمر الشرعي إلا بحسن هذه الصلة، وأن الاهتمام بالشريعة لا يولد من فراغ فهو تفكير وانشغال بما يصلح العباد والبلاد، وأكد أن رسالة الخطابة غاية في الأهمية، ولا بد من الاستعداد والتحضير المسبق لها. وأضاف أنه في العالم المعاصر اليوم جاءت أمور تؤثر على العقل وتؤثر على القلب واليوم إذا نظرنا إلى ما يعانيه الناس عند المتأمل تجد أكبر ما يعانون منه ولا يعتنون به سلامة العقل والتفكير وهو أول درجات إدراك الصواب في الحياة.