يساور القلق مسلمي بلجيكا الذين يشكلون نحو 29 % من السكان، بعد التفجيرات التي استهدفت مطار بروكسل ومحطة وقود في عاصمة الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء الماضي، مخلفة عشرات القتلى والجرحى. وتفيد مصادر محلية بأن المسلمين يؤكدون إحساسهم الوطني خشية تجدد التمييز ضدهم من قبل البلجيكيين الآخرين، لافتة إلى أن المخاوف تزداد بشكل خاص بين الشباب الذين لم يعرف معظمهم وطنا آخر غير بلجيكا، لكنهم يجدون أنفسهم في مواجهة مهاجمين من خلفيتهم الثقافية نفسها. وقالت البلجيكية المسلمة، ملك دوجان، 21 عاما، إنها ارتبكت مع دوي أصوات الانفجارات، مشيرة إلى أن أول شيء تبادر إلى ذهنها، هو أن محسوبين على الإسلام فعلوا ذلك، مبدية تخوفها من تداعيات هذه التفجيرات في بلد يتسبب ارتداء الحجاب أو حمل اسم عربي في فقدان فرصة العمل وغيره من النتائج السلبية. وتعيش دوجان في منطقة مولنبيك ذات الأغلبية المسلمة في بروكسل، التي اكتسبت سمعة سيئة بصفتها مرتعا للإرهابيين والجهاديين المتطرفين، رغم أنها لا تبعد سوى 10 دقائق مشيا على الأقدام من مركز المدينة. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسلمين في بلجيكا قولهم إنهم سئموا من توجيه اللوم إليهم جراء أعمال أشخاص تؤذيهم كغيرهم من المجتمع البلجيكي، كما يؤكد كثير من البلجيكيين المسلمين على وطنيتهم رغم وجود تيارات إثنية متعددة تريد تقسيم البلد إلى مناطق مختلفة. عملية جديدة ذكرت وسائل إعلام بلجيكية أن قوات الأمن تنفذ عملية جديدة في إطار مكافحة الإرهاب في بروكسل، مضيفة أن الوحدات الخاصة في الشرطة الفدرالية اقتحمت منزلا في شاربيك وسمع دوي انفجار. في السياق ذاته، قال مصدر في الشرطة الفرنسية إن العملية الجارية في حي شاربيك على صلة بالتحقيق بشأن توقيف رضا كريكت البالغ من العمر 34 عاما، في باريس أول من أمس، والذي عثر في شقته على أسلحة ومتفجرات. يذكر أن كريكت ولد في كوربفوا بالمنطقة الباريسية، وكان يقيم في أيكسيل وهي منطقة ميسورة في بروكسل، عندما صدرت ضده مذكرة توقيف دولية في مارس 2014.
تحقيقات موسعة اعتقلت الشرطة البلجيكية ستة أشخاص، مساء أول من أمس، في ضاحية "سكاربيك" بالعاصمة، في إطار التحقيقات الموسعة التي تجريها، على خلفية هجمات بروكسل. وقال المدعي العام الفيدرالي البلجيكي، فريدريك فان ييو، إن "حصيلة قتلى الهجوم الإرهابي، الذي استهدف مطار زافنتيم، ومحطة ميلبيك لمترو الأنفاق، في بروكسل، بلغت 31 شخصا، بينما أصيب 260 آخرون، لافتا إلى أن حصيلة القتلى قد ترتفع في الأيام المقبلة. ورفض رئيس الوزراء البلجيكي، شارل ميشل، استقالة كل من وزيري العدل، كوين جينس، والداخلية، جان جامبون، على خلفية اتهامات وجهت إليهما بالتقاعس في اتخاذ التدابير اللازمة ضد منفذ تفجيرات بروكسل، إبراهيم البكراوي، رغم تحذيرات وجهتها تركيا العام الماضي، للسلطات الهولندية، بشأن الشخص المذكور. هزيمة داعش قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إنه "واثق" من قدرة الحلفاء الغربيين على هزيمة تنظيم "داعش"، الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع الثلاثاء الماضي، في العاصمة البلجيكية "بروكسل"، وأسفر عن مقتل 31 شخصا. وأبدى كيري ثقته بالنجاح في تدمير التنظيم، واستعادة الشعور بالأمان والسلام في المجتمعات، موجها رسالة إلى داعش مفادها "هجومكم الإرهابي لن يخيفنا أو يعوق مسيرتنا، بل سنتابع مواجهتكم بمزيد من الحزم والقوة والعزيمة، ولن يهدأ لنا بال حتى نقضي على معتقداتكم العدمية". وأرجع كيري سبب استهداف "داعش"، أوروبا والمناطق الموجودة خارج نطاق سيطرتهم، إلى تقلص نفوذهم في سورية والعراق، وانهيار أحلامهم بتشكيل "دولة". يذكر أن الولاياتالمتحدة تقود تحالفا دوليا يضم بلجيكا، من أجل مكافحة تنظيم "داعش".