وصل وفد المعارضة السورية إلى جنيف قادماً من الرياض، بعد تلقيه تطمينات من واشنطنوالأممالمتحدة بتلبية مطالبها المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي 2254. وفور وصوله هدد وفد المعارضة بالانسحاب من المحادثات، إذا واصل نظام الأسد تصعيده العسكري بحق المدنيين. قالت المعارضة إنها حريصة على إنجاح المفاوضات، وإنها تريد اختبار نوايا الأسد، مطالبة بالإفراج عن معتقلين نساء وأطفال والسماح بإيصال المساعدات. وفيما يصر وفد الهيئة العليا للمفاوضات على تمثيل المعارضة السورية في المفاوضات إذا بدأت، هدد أيضاً الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، هيثم مناع، بعدم المشاركة إذا لم تتم دعوة حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يترأسه صالح مسلم، والذي رشحت معلومات عن مغادرته جنيف. أما على الجانب الآخر، فقد طرح وفد النظام مسألة قوائم ما يسمى بالمجموعات الإرهابية، وهو ما رفضه المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، الذي أكد للوفد أن الأولويات هي ما حدده مجلس الأمن في قراره والخاص بالحكومة والدستور والانتخابات، أما قضية الإرهاب فالنقاش حولها من اختصاص مجلس الأمن. ومن المقرر أن يلتقي وفد المعارضة السورية دي ميستورا، اليوم الأحد، حيث يتصدر ملف الأزمة الإنسانية المباحثات. من جهة أخرى، قالت جينادي جاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إنه لا شروط مسبقة بشأن محادثات جنيف، ونقلت وكالة إنترفاكس نقلا عن نائب وزير الخارجية الروسي أنه لا خطط لمحادثات مباشرة بشأن سوريا في جنيف، والمتوقع إجراء محادثات غير مباشرة. وأضافت جاتيلوف الذي يتوجه إلى جنيف لحضور المحادثات في مقابلة مع إنترفاكس إن مبعوث الأممالمتحدة للسلام الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا "اعتزم دائما إجراء محادثات غير مباشرة، وهو الحديث مع وفد تلو الآخر: الحكومة وشخصيات المعارضة." وكان الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية قد أعلن، في وقت سابق، أن وفد أكبر مجموعة للمعارضة سيصل، مساء السبت، إلى جنيف للمشاركة في المحادثات التي تنظمها الأممالمتحدة لمحاولة إيجاد حل للأزمة في سوريا. وعلمت "العربية.نت" أن الوفد الذي يضم 17 عضوا هم جميع أفراد الهيئة العليا للمفاوضات، وأن رئيس الهيئة العليا للتفاوض، رياض حجاب، سيلتحق بهم الأحد، على أن يجتمعوا مع المبعوث الدولي لمناقشة تطبيق القرار 2254، وبناء على نتيجة الاجتماع مع المبعوث سيتم اتخاذ القرار بالدخول للتفاوض من عدمه. وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات، منذر ماخوس، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن نحو 20 ممثلا آخرين عن الهيئة العليا للمفاوضات سيكونون موجودين أيضا. وكان ماخوس قد ذكر أن الوفد يرهن مشاركة الوفد في المباحثات بتطبيق نظام بشار الأسد للقرارات الدولية خاصة القرار 2254، ولاسيما المواد 12 و13 التي تلزم النظام بفك الحصار عن المدن والبلدات في سوريا، والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول، ووقف القصف وكذلك إطلاق سراح الأسرى. وبعد أيام من المشاورات المكثفة في العاصمة السعودية الرياض، قررت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية، المشاركة في مباحثات جنيف 3، والتي بدأت في وقت سابق من يوم الجمعة، للتوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري. وبحسب بيان الهيئة فإن قرار الموافقة يأتي بعد أن تلقت ضمانات دولية بتنفيذ التزامات قرار مجلس الأمن 2254، كما أنها حصلت أيضا على تأكيدات من وزير الخارجية الأميركي جون كيري لدعم بلاده لتنفيذ الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية وفقاً لبيان جنيف (1)". وبحسب بيان الهيئة العليا للمعارضة السورية، فإن ذهابها إلى جنيف يأتي لاختبار جدية النظام السوري، ونوهت إلى أن المفاوضات ستكون بطريقة غير مباشرة، وأشارت إلى أنها تلقت دعما من عدد من وزراء خارجية الدول الشقيقة والصديقة. ورحبت السعودية بقرار المشاركة في مفاوضات جنيف، وهو الموقف الذي لقي أيضا ترحيباً من وزير الخارجية الأميركي. وكان مبعوث الأممالمتحدةلسوريا ستيفان دي ميستورا التقى في وقت سابق الجمعة وفد حكومة الأسد، وأكد عقب اللقاء أن المفاوضات تسعى في نهاية الأمر إلى تحسين واقع الشعب السوري. وكانت الأممالمتحدة والأطراف الداعمة للحل السياسي في سوريا رفضوا تأجيل محادثات جنيف، وحسب المعلومات الأولية فإن الجولة الأولى من المحادثات ستنتهي قبل يوم الحادي عشر من فبراير المقبل، حيث ستعقد قمة في جنيف لتقويم سير المحادثات.