فيما استمر تناقض أجهزة الأمن البلجيكية حول مصير منفذي هجمات بروكسل التي وقعت الإثنين الماضي، وأسفرت عن مقتل 35 شخصا وإصابة مئات آخرين، استمرت أجهزة الإعلام الغربية في توجيه الانتقادات للإجراءات الأمنية التي تتبعها بلجيكا، واصفة إياها بالعجز، وعدم القدرة على ضبط الأمن والاستقرار. وبعد أن أعلنت الشرطة أن منفذي الهجمات على مطار بروكسل هما خالد وإبراهيم البكراوي، وأن إرهابيا ثالثا هو نجم العشراوي، شُوهد برفقة الانتحاريين في إحدى صالات المطار، قبل تفجير نفسيهما، أعلنت بعد فترة أنه تم اعتقاله وتوقيفه، إلا أنها تراجعت عن ذلك الإعلان، مشيرة إلى أنه لا يزال حرا طليقا، ووزعت صوره، ودعت من يتعرف عليه إلى الإبلاغ عنه فورا، بعد أن وصفته بأنه شديد الذكاء وبالغ الخطورة. ومرة أخرى عادت الشرطة البلجيكية إلى إعلان مقتله في تفجيرات المطار. عجز واضطراب قال المدعي الاتحادي البلجيكي، فريدريك فان ليو، في مؤتمر صحفي أول من أمس: إن خالد البكراوي فجَّر نفسه في إحدى عربات مترو بروكسل في محطة مالبيك، بينما فجر إبراهيم نفسه في المطار، ولم يتم بعد تحديد هوية شخصين آخرين رصدتهما كاميرات المراقبة معه. وأضاف أن الثاني رمى جهاز حاسوب عليه وصيته في سلة للمهملات بحي شاربيك، حيث قامت الشرطة بعدة عمليات تفتيش، وكتب في الوصية أنه "لم يعد يعلم ماذا يفعل لأنه مطلوب في كل مكان". وأشار إلى أن الأخوين البكراوي كانا معروفين لدى الشرطة، ولديهما سوابق إجرامية لكنها غير مرتبطة بالإرهاب. ووفقا للمدعي العام، فقد تقدم سائق سيارة أجرة إلى الشرطة مدليا بعنوان الأخوين البكراوي في حي شاربيك بعدما أقلهما منه صباح الثلاثاء، حيث عثرت الشرطة على 15 كيلو جراما من المتفجرات، و150 لترا من الأسيتون، و30 لترا من ماء الأوكسجين، وصواعق وحقيبة مليئة بالمسامير، إضافة إلى مواد مستخدمة لتصنيع عبوات ناسفة. أشارت وسائل إعلامية إلى أن العشراوي يشتبه في كونه صانع القنابل التي استخدمت في هجمات باريس، وقد تم العثور على آثار حمضه النووي على المتفجرات. تطوير وسائل المواجهة وجهت وسائل إعلام بريطانية انتقادات لاذعة لأجهزة الأمن البلجيكية، على خلفية التضارب في بياناتها، مشيرة إلى أن الفوضى التي نجمت عن الهجمات واعتقال المتهم صلاح عبدالسلام في بروكسل الأسبوع الماضي قد يكونا مترابطين، وأن الأمر يحتاج إلى معرفة كل الحقائق وإلى أي مدى أثر نشاط قوات الأمن في خطط "الإرهابيين"، ومن كان العقل المدبر وغير ذلك مما كان مخبأ. وقال كاتب المقال، الضابط السابق في القوات الخاصة البريطانية، تيم كولينز: إن السلطات البلجيكية ليست لديها أدوات للقيام بهذا العمل، رغم توفر العدة والعتاد والأفراد، وأضاف أن تعقيدات العالم الحديث لا تنفع معها الأجهزة الأمنية التي أنشئت في الماضي. وأضافت الصحيفة في مقال آخر أن بلجيكا مطالبة برفع أدائها الأمني، وتطوير آليات عملها، حتى تكون قادرة على مواجهة التحديات المتزايدة.