فيما تواصل السلطات البلجيكية فرض حالة الطوارئ القصوى في البلاد، عقب الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له بروكسل، أول من أمس، وأسفر عن مقتل وإصابة 169 شخصا، أعلن مدير مطار بروكسل الدولي أمس، أن المطار سيظل مغلقا أمام حركة الملاحة بعد الهجومين المتزامنين اللذين شهدهما أول من أمس . من ناحية ثانية، بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى بروكسل، وسط انتشار أمني مكثف، لا سيما قرب المباني والأماكن الرئيسية. واتخذت السلطات تدابير أمنية مشددة في عموم البلاد، إذ ألغت جميع الفعاليات والأنشطة الاجتماعية، وأغلقت المدارس والمراكز التجارية ودور السينما والمسارح. وتجمع الآلاف وسط بروكسل، ووقفوا دقيقة صمت قطعتها هتافات "فلتحيا بلجيكا"، فيما شارك ملك بلجيكا فيليب والملكة ماتيلد، ورئيس الوزراء شارل ميشال، ونظيره الفرنسي مانويل فالس، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، في تجمع آخر أمام مقر الاتحاد الأوروبي. عدم توقيف العشراوي أكدت النيابة الفيدرالية البلجيكية، أمس، عدم صحة ما أعلنته وسائل إعلام بلجيكية عن توقيف المشتبه به الأبرز في الاعتداءات، نجيم العشراوي، في حي إندرلخت الشعبي في بروكسل، وقال المتحدث باسم النيابة الفيدرالية، أريك فان در سبيت، في تصريحات صحفية "لم يتم توقيف العشراوي". وحددت الشرطة هوية انتحاريي بروكسل، وقالت إنهما البلجيكيان: إبراهيم وخالد بكراوي، اللذان نفذا بالاشتراك مع العشراوي التفجيرات التي حصدت 34 قتيلا وأصابت 135. وقال المدعي العام البلجيكي، إن قوات الأمن ما زالت تلاحق المشتبه فيه الثالث في تفجير المطار، رافضا الإفصاح عن معلومات إضافية قال إنها ربما تؤثر على سير التحقيقات. وأعلن وزير الداخلية، جان جامبون، أن المشتبه به الثالث في تفجيرات المطار ومحطة المترو، هو من ظهرت صورته واضعا قبعة على رأسه، حين رصدته كاميرا مراقبة في قاعة المغادرين في مطار بروكسل، بصحبة رجلين آخرين، وكان هو من قام بزرع قنبلة، اتضح أنها لم تنفجر. ملاحقة المتهم الرئيسي كان المحققون البلجيكيون ذكروا اسم العشراوي الإثنين الماضي، بعد توقيف المشتبه به الأول في اعتداءات باريس صلاح عبدالسلام، وقالوا إنه سافر إلى المجر تحت اسم سفيان كيال في سبتمبر برفقة عبدالسلام المشتبه به الوحيد على قيد الحياة من المجموعة التي نفذت اعتداءات باريس، كما تشتبه السلطات أيضا في أن العشراوي سافر إلى سورية في فبراير 2013. وعثر على البصمة الوراثية "دي. إن. إيه" للعشراوي "24 عاما" على متفجرات استخدمت في اعتداءات باريس، حسبما أفاد مصدر قريب من التحقيق الفرنسي مطلع الأسبوع الحالي، فيما قال الادعاء البلجيكي إن البصمة الوراثية للعشراوي عثر عليها داخل شقة في حي شاربيك في بروكسل، ضبطت فيها الشرطة أيضا معدات لصنع عبوات وبصمة لعبدالسلام في ديسمبر الماضي. وطلبت النيابة العامة الفيدرالية البلجيكية من الصحفيين عدم نشر أي معلومات تتعلق بهجمات بروكسل، بهدف عدم تعريض مسار التحقيق للخطر.