واصل آلاف المحتجين اعتصامهم أمام المنطقة الخضراء أمس، بينما طالب رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي، القوات الأمنية بفتح جسري الجمهورية والسنك أمام المواطنين. وأكد الزاملي في بيان أن اليوم الثاني من الاعتصام لم يشهد أي إرباك أمني، مشيرا إلى أن المعتصمين لازموا خيامهم المنصوبة أمام بوابات المنطقة الخضراء، وهي بعيدة عن الجسرين، داعيا الأجهزة الأمنية إلى فتحهما أمام حركة المواطنين. وكانت القوات الأمنية أغلقت أول من أمس جسري السنك والجمهورية مع بعض الطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء، لكن تم فتحها أمام المعتصمين في وقت لاحق. في الأثناء، اتهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وسائل الإعلام الموالية للحكومة بتجاهل تغطية اعتصام الجمعة الماضي، مبينا أن الهدف من التظاهر هو دعم العبادي على إتمام الإصلاحات، داعيا مختلف المنابر الإعلامية إلى إعطاء الحدث حقه ونقله دون تزييف أو تحريف. مرحلة حرجة من جهته، أكد رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري، رئيس كتلة الأحرار النيابية، ضياء الأسدي، في تصريحات إعلامية، أن المعتصمين ليسوا فقط من التيار الصدري، لكنهم من أبناء الشعب العراقي، مشددا على أن الحكومة تم إمهالها كي تقوم بالإصلاح ولم تفعل. وأوضح أن العراق يمر بمرحلة حرجة في تاريخه، تتطلب ترك المعايير التي أوصلت العملية السياسية إلى ما هي عليه الآن، من خلال "التخلي عن المحاصصة وتشكيل حكومة على أساس الكفاءة وليس الحزبية". وبينما فسر بعض المقربين من العبادي، نقله مهمة حفظ الأمن في العاصمة العراقية من غرفة عمليات بغداد إلى قيادة العمليات المشتركة، بأنها من أجل حماية المعتصمين، ذهب محللون إلى أن الخطوة رسالة تهديد مبطنة للمتظاهرين. يذكر أن الأجهزة الأمنية منعت مركبات النقل التلفزيوني المباشر من تغطية الاعتصام والكاميرات، مما أجبر بعض وسائل الإعلام المحلية على جولات مراسليها في تغطية الحدث. عمليات الأنبار في شأن آخر، تمكنت القوات الأمنية في الأنبار، أمس، من دخول مدينة كبيسة غربي المحافظة، بمشاركة مئات المتطوعين من أبناء الشعائر. وقال نائب رئيس مجلس المحافظة فالح العيساوي، إن علمية الدخول تمت دون مقاومة، معللا ذلك بهروب عناصر تنظيم داعش. وكان وزير الدفاع خالد العبيدي وصل إلى المدينة في ساعة مبكرة من صباح أمس، والتقى بالقادة العسكريين، تزامنا مع انطلاق عملية تحرير مدن غربي الأنبار.