شهدت العاصمة العراقيةبغداد، أمس، تواصل الاعتصامات التي نظمها أتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، أمام مدخل المنطقة الخضراء، مطالبين بالإصلاحات وبمحاسبة المفسدين. وطالب الصدر في بيان أصدره، أمس، بفتح كل الطرق المغلقة في بغداد، إلا ما فيه حماية للمعتصمين أو ما هو ضروري، وقال: إنه لن يسمح بأي انتشار مسلح على الإطلاق من أي جهة سوى القوات الرسمية. ودعا الصدر المواطنين إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، وقال: إنه يجبُ إلزاماً على القواتِ الأمنية وكذلك على المعتصمين عدم المساس بمسيرة الحياة. وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة وقرار رئيس الوزراء حيدر العبادي، الاربعاء بمنع الاعتصام عند المنطقة الخضراء، توافد آلاف من أنصار التيار الذي يتزعمه الصدر للمشاركة في التجمع وبعضهم للاعتصام، يوم الجمعة. فيما كلف العبادي، الجمعة، قيادة العمليات المشتركة بفرض الأمن في بغداد وتخويلها الصلاحيات اللازمة لذلك. فيما اعتبرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في تقرير لها، أن هذا تحرك اتباع الصدر يعمق الانقسام بين شيعة العراق، وتنافسهم فيما بينهم قد يشعل عدم الاستقرار السياسي. وذكرت أن الصحيفة أن الصدر يضغط على حيدر العبادي لإحلال مجلس الوزراء الحالي بحكومة تكنوقراط غير حزبية، إلا أن رئيس الوزراء العراقي غير قادر حتى الآن على فرض خطة الإصلاح على القوى السياسية بما في ذلك تحالف دولة القانون الذي ينتمي إليه. ونقلت الصحيفة عن أحد كبار مساعدي الصدر أن السياسيين يحصنون أنفسهم داخل المنطقة الخضراء، والشعب العراقي يتعرض للتفجيرات والقتل والفرار من منازلهم، مضيفا أن السياسيين العراقيين مستمرون في الاستمتاع بحياتهم بالأموال التي سرقوها من الشعب العراقي.