تجمع آلاف من انصار التيار الصدري أمس للبدء باعتصام عند المنطقة الخضراء وسط بغداد للمطالبة بإصلاحات سياسية ومحاربة الفساد، بينما اتخذت اجراءات مشددة شملت قطع طرق رئيسية في العاصمة العراقية. ورغم الإجراءات الامنية المشددة وقرار الحكومة بمنع الاعتصام عند المنطقة الخضراء الذي دعا اليه زعيم التيار مقتدى الصدر، توافد مئات من انصاره للمشاركة في التجمع بهدف الضغط على حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي للقيام باصلاحات سياسية. وأكد عقيد في الشرطة العراقية أن "قوات الامن اغلقت جميع المداخل الرئيسية لمدينة بغداد وقطعت طرقا رئيسية وجسورا تؤدي الى المنطقة الخضراء" حيث مقر الحكومة وسفارات اجنبية وسط بغداد ابرزها سفارتا الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وقال ابراهيم الجابري مسؤول مكتب التيار الصدري في بغداد ان "الاعتصام بدأ امام بوابات المنطقة الخضراء ردا على الفاسدين من الذين سكنوا الخضراء". وأكد الجابري الذي كان يتحدث من كرادة مريم وسط تجمع ضم آلاف الاشخاص الذين رفع اغلبهم اعلاما عراقية امام احد المداخل الرئيسية للمنطقة الخضراء ان "الاعتصام مفتوح عند ثلاثة مداخل رئيسية تؤدي الى المنطقة الخضراء". وتمكن مئات من انصار التيار الصدري من عبور جسر الجمهورية اهم الجسور المؤدية الى المنطقة الخضراء، بعد قطع اسلاك شائكة وضعتها قوات الامن من الوصول الى احد مداخل المنطقة الخضراء للبدء بالاعتصام. وحمل عدد كبير منهم اعلاما عراقية فيما حمل اخرون منهم فرشا وحقائب استعدادا للاعتصام الذي لم تحدد مدته حتى الآن. كما تجمع عشرات آخرين على مقربة من مدخل جسر 14 تموز احد المداخل الرئيسية الثلاثة التي يجري امامها الاعتصام، وافترش أغلبهم الارض وحمل البعض منهم اعلاما عراقية وجلس اخرون تحت ظلال اشجار. وقال منتظر كاظم (25 عاما) الذي يدرس التاريخ في جامعة بغداد انه جاء مع اكثر من عشرين من اصدقائه من منطقة الحسينية (شمال شرق بغداد) "نتظاهر ونعتصم من اجل الاصلاحات التي نادى من اجلها مقتدى الصدر لتغيير الحكومة ومحاربة الفساد". وأكد الشاب الذي جاء سيرا على الاقدام ويرتدي قميصا اسود "سنبقى مهما طالت الايام او الاسابيع وحتى الاشهر حتى يقوموا باصلاح الحكومة وطرد الفاسدين". وكان الصدر دعا السبت الماضي الى الاعتصام امام بوابات المنطقة الخضراء المحصنة حتى انتهاء المهلة التي حددها للعبادي لاجراء اصلاحات سياسية ومحاربة الفساد. من جهته صرح رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أمس ان من حق المواطن العراقي التظاهر والتعبير عن رأيه لمحاسبة المقصرين ومحاربة الفساد والمشاركة في عملية الاصلاح الحكومي. وقال العبادي خلال اجتماعه بقادة الحشد الشعبي "نحن مع المظاهرات السلمية وهناك انسجام بين المتظاهرين والقوات الامنية لانهم ملتزمون بالقانون والقوات الامنية مسؤولة عن حمايتهم". وأضاف "من حق المواطن التظاهر والتعبير عن رأيه ومحاسبة المقصرين ومحاربة الفساد والاصلاح الحكومي"، وأوضح "لا نسمح للمتظاهرين بحمل السلاح وان الغالبية العظمى من المتظاهرين سلميون وعزل". ونصب اتباع التيار الصدري خلال الايام القليلة الماضية سرادق وخيم الاعتصام فيما اعطت الهيئة العليا المشرفة على الاعتصام موافقات محدودة للمشاركة في الاعتصام ومنحت المشتركين بطاقات خاصة تسمح لهم بالتواجد في مكان الاعتصام من اجل ابعاد مكان الاعتصام عن اية اطراف تعمل على الاساءة الى اجواء الاعتصام. وأوكلت الحكومة العراقية التي لم تعارض اقامة هذا الاعتصام الى آلاف من قوات الجيش والشرطة والاجهزة الاستخبارية والمخابرات وقوات مكافحة الارهاب مسؤولية تأمين الحماية بإشراف قادة كبار. وتشهد الشوارع والجسور المحيطة بالمنطقة الخضراء اغلاقا تاما ومنع الحركة للسيارات والاشخاص من التنقل لتأمين الحماية للمعتصمين. عناصر من الشرطة العراقية يقفون خلف أسلاك شائكة بعد انتشارهم حول المنطقة الخضراء