هل يعقل أن تقف البنوك السعودية موقف المتفرج من عملائها "رجال الأمن" الذين آثروا الدفاع عنها في جبهات الموت؟ أمر لا يصدق أبدا أن أضحي بحياتي من أجل حمايتك وتقف بعيدا عني موقف المتفرج المحايد.. الحياد أحيانا كارثة، لا سيما إن كان الأمر يتعلق بتضحية على قارعة الموت، البنوك وكأنها تقول هؤلاء يدافعون عن الوطن وانتشلت نفسها من منظومة هذا الوطن، كأنها نسيت أو تناست بأنها جزء مهم من هذا الوطن، بل اعتبرها من أهداف العدو الأولى. في أغلب دول العالم المتقدم البنوك لها مواقف (غير ربحية) تجاه المجتمع كاملا وليس فقط رجال الأمن، أما نحن فللأسف البنوك (مواقفها) تستهدف الجيوب فقط ولا مواقف تذكر إلا ما ندر، لماذا؟ أليست جزءا مهم من منظومة هذا الوطن الذي كفل لها (الأمن) من رجاله والحماية من المعوقات التي تواجهها؟! لن أذهب بعيدا إلى دول أوروبا، ففي ماليزيا مثلا التزم بنك إسلام ماليزيا منذ تأسيسه عام 1983 برعاية المجتمع والمشاركة في تأمين الحياة الكريمة للفقراء والمحتاجين والمرضى، وهذا على سبيل المثال. بلغت الحرب ذروتها في عاصمة حزم الجنوب (استشهد من استشهد وأصيب من أصيب من رجال الأمن) في الحد الجنوبي، والبنوك لم تنبس ببنت شفة ولا حراك من قبلها، ألا يفترض بأن تبادر تلك البنوك بدعم هؤلاء وإسقاط القروض عنهم أو جزء منها؟ ما يؤسفني حقيقة أن أربحاها تصل إلى المليارات لكن دون جدوى، ففي العام الماضي 2015 تجاوزت أرباح البنوك أكثر من 43 مليارا وهذا الرقم يعادل ميزانية أكثر من 5 دول من العالم الثالث! أخيرا: رجال الأعمال دورهم لا يقل شأنا عن دور البنوك لكن ماذا قدموا؟ لا شيء!