قالت صحيفة لامانش ليبر الفرنسية، إن الولاياتالمتحدة وروسيا تتحكمان في مصير السوريين خلال إمساكهما مفاتيح الحل لمصير ذلك البلد، من خلال فرض إرادتهما على أطراف الأزمة، ومحاولة التحكم في القوى الإقليمية. ويتناقش مسؤولو الدولتين عبر الهاتف في أي مكان في العالم، حول الملف السوري، ثم يبلغون الأطراف السورية ومبعوث الأممالمتحدة ستيفان دي ميستورا، بقراراتهم، كما قال أحد رموز المعارضة الذي تابع بالقول، إنهم يرسمون خطوطا حمراء ينبغي على القوى الإقليمية عدم تجاوزها، "الأميركيون يحذرون من أي توغل تركي في سورية، ويطلبون وقف إرسال الأسلحة إلى المعارضة، وروسيا تفعل الشيء نفسه مع إيران". ويقول الخبير في مركز كارنيجي بواشنطن، جوزيف باهوت، إن الدولتين احتكرتا السيطرة على القضية السورية، إلا أن هذه السيطرة جاءت متأخرة، بعد أن غرقت البلاد في حرب أودت بحياة أكثر من 270 ألف شخص منذ مارس 2011، وبعد أن كان المتظاهرون في بداية الثورة ضد النظام، يأملون أن يتمكن الشعب من تحديد قدره بنفسه سلميا، غرقت الثورة في الدم. في البداية، اضطر الثوار إلى التسلح من قوى إقليمية ثم ظهر متشددو النصرة، الفرع السوري لتنظيمي القاعدة و"داعش". ويشير أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية، باسل صلوخ، إلى أن الثوار بدؤوا الحراك في سورية بشكل غير عنيف، ثم تحول الصدام إلى صراع لتمرير فواتير محلية وإقليمية ودولية، وأتاحت الخلافات الجيوسياسية والدينية للقوى العظمى التسلل لتصبح الحاكمة في هذه الصراعات، وأضاف "إنها المصالح الإستراتيجية لروسيا والولاياتالمتحدة، والدولتان تهتمان بمصالحهما أكثر من تطلعات الشعب الذي سيحدد مستقبل بلاده". ومع ذلك، فان الدولتين مترددتين في الانخراط في صراع معقد، وعلى الرغم من الضغوط من مستشاريه، يعارض الرئيس باراك أوباما التدخل المباشر متمسكا بالرأي الذي يقول "إن فكرة أننا يمكن تغيير المعادلة على الأرض لم تكن صحيحة". في المقابل، بادر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إلى التدخل عسكريا، بعد إضعاف نظام الأسد من الثوار في ربيع عام 2015، وهو ما دفعه إلى إعطاء الضوء الأخضر للتدخل العسكري في سبتمبر 2015، بعد أن كانت موسكو خلال السنوات الأربع الأولى، تحرص على حماية حليفها الأسد دبلوماسيا فقط.