قال علماء الفلك أمس إنهم اكتشفوا مجرة تكونت بعد 400 مليون سنة فقط على حصول الانفجار العظيم، وهي أبعد مجرة يتم اكتشافها حتى الآن. وتقع المجرة المسماة "جي إن-زد11" على بعد 13.4 مليار سنة ضوئية من كوكب الأرض في اتجاه كوكبة الدب الأكبر، وكانت قد رصدت للمرة الأولى قبل عامين خلال مسح أجراه تليسكوب هابل للفضاء السحيق. والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة بسرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة. وفي ذاك الوقت قال العلماء إنهم رصدوا جرما بعيدا ربما يبعد 13.2 مليار سنة ضوئية عن الأرض. وكشفت مشاهدات المتابعة بالاستعانة بأداة في تليسكوب هابل تحلل الضوء إلى مكوناته وأطواله الموجية الأساسية عن أن مجرة "جي إن-زد11" أبعد مما كان متصورا في بادئ الأمر، ما جعل تاريخ تكونها يرجع للوراء 200 مليون سنة إضافية. وقال علماء الفلك الذين سينشرون نتائج أبحاثهم في العدد القادم من دورية علوم الفلك إن إمكانية الاستعانة بهابل لرصد موقع المجرة وبعدها عن الأرض يمثل مفاجأة. وقال عالم الفلك بجامعة يل باسكال أويش في بيان "رجعنا خطوة زمنية عملاقة إلى الوراء أبعد مما كنا نتوقع فعله لدى الاستعانة بهابل". وتصل كتلة المجرة "جي إن-زد11" إلى مليار مرة أكبر من كتلة الشمس، وهي أصغر من مجرة درب التبانة بنحو 25 مرة، لكنها تنتج نجوما جديدة بوتيرة أسرع 20 مرة من درب التبانة.