شكك قادة عسكريون في المعارضة السورية بحلب في استمرارية الهدنة، بعد أن شهدت المدينة وريفها خروقات منذ اليوم الأول، مؤكدين أن الأسد لجأ إلى قبول الاتفاق كخطوة تكتيكية من الأساس. وكانت المعارضة تمسكت بالتزام الاتفاق منذ إعلانه، محذرة في الوقت ذاته من خرق الأسد وتجاهله القرارات الأممية. وأكد قائد فرقة السلطان العقيد أحمد عثمان أن القيادة العسكرية بالمعارضة أصدرت تعليمات لجميع المقاتلين، داعية إياهم إلى التزام الهدنة، مشددا على أنهم ملتزمون بها، رغم خرق النظام لها منذ الساعات الأولى من سريانها. وأشار إلى أن قصف النظام ترافقه طلقات نارية من القوات الكردية في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، مرجحا أن لا يستمر الاتفاق، مؤكدا أن البندقية ما زالت بيد الجيش الحر في حال استعصاء الحل السياسي. بدوره، قال القيادي في حركة أحرار الشام محمد طالب في تصريحات إعلامية، إن الحركة التزمت الهدنة منذ إعلانها، لكنها باتت في حل منها بعد خروقات الأيام الخمسة الماضية، مؤكدا أن الأعضاء في انتظار أوامر من قيادة الحركة في الدفاع عن نفسها. وعن السر في قبول النظام الهدنة منذ البداية، قال طالب إن الأسد لو لم يكن بحاجة عسكرية لهذه الهدنة لما وافق أصلا عليها، في إشارة إلى أنه لجأ إلى الاتفاق كخطوة تكتيكية. تنسيق روسي أميركي أكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أول من أمس، أنه اتفق مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، على تكثيف العمل لوضع آلية لضمان اقتصار الضربات الجوية في سورية على استهداف تنظيم داعش وجبهة النصرة. وأكد في مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني، فرانك شتاينماير، أن فرقا في جنيف والعاصمة الأردنية عمّان ستتولى النظر في انتهاكات الهدنة، مضيفا أن بلاده ستبحث كل انتهاك مزعوم، مؤكدا أن العمل ينصب حاليا على ضمان استهداف داعش والنصرة اللذين لا يشملهما الاتفاق. وكان النظام السوري والقوات الروسية انتهكا عشرات المرات الهدنة الدولية، مما دفع المعارضة إلى تقديم شكوى للأمم المتحدة، وسط تحذيرات من أن تؤدي الخروقات إلى انهيار الاتفاق. في سياق متصل، أعلنت الإدارة الأميركية أن مسؤولين في وزارة الدفاع عقدوا الإثنين اجتماعا عبر الفيديو مع مسؤولين بوزارة الدفاع الروسية، وناقش الطرفان ضمان سلامة العمليات العسكرية الجوية التي ينفذها البلدان في سورية. وشدد المتحدث باسم البنتاجون، بيتر كوك، على أن الاجتماع اقتصر على سلامة الطلعات الجوية، مضيفا أن مسألة تطبيق وقف إطلاق النار تبحث حاليا بين موسكو وواشنطن دبلوماسيا وليس عسكريا. براميل متفجرة ومنشورات ألقت طائرات النظام، صباح أمس، منشورات على مدن الغوطة الشرقية، بعد إسقاط آلاف البراميل المتفجرة عليها، مما أدى إلى سقوط الضحايا المدنيين. وأكدت مصادر أن المنشورات دعت أبناء الغوطة إلى الانقلاب على الثورة الشعبية، واعدة بتأمين ممر آمن لهم، والعفو عن كل من يسلم نفسه من المعارضة. يذكر أن النظام استهدف على مدار الأعوام الثلاثة الماضية الغوطة الشرقية، الخارجة عن سيطرته، بآلاف البراميل المتفجرة والصواريخ في محاولة لاستعادة السيطرة عليها. دعوة لحصار المعارضة دعا لافروف، أمس، إلى إغلاق الحدود السورية مع تركيا، معللا ذلك بأنه يقطع الإمدادات التي تصل إلى الإرهابيين من الخارج، مشيرا إلى أن بعض هذه التعزيزات تأتي ضمن قوافل المساعدات الإنسانية. وقال أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، "لا مكان للإرهابيين أو المتطرفين في اتفاقيات وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أن العصابات في سورية تتلقى الأسلحة عبر الحدود التركية. بدورها، قالت المعارضة إن لافروف يهدف إلى محاصرتها. إلى ذلك، وصف المجلس الإسلامي السوري في بيان النظام الإيراني بأنه أشد شرا من داعش، مؤكدا أن قادة طهران يمارسون الدجل. جاء ذلك ردا على تصريحات المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الذي اتّهم الشعب السوري بالكفر، حين قال إن بلاده تقاتل الكفار في سورية. وسلط البيان الضوء على خامنئي، ووصفه بأنه "رأس الدواعش وكبيرهم".