فيما عبرت المعارضة السورية عن مخاوفها من أن استغلال روسيا اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه الإثنين الماضي، لاستهداف مجموعات الجيش الحر، وفصائل المعارضة المعتدلة في سورية، شهدت الساعات الأخيرة تحركات دولية، ركزت حول ضرورة دخول وقف إطلاق النار في سورية حيز التنفيذ بأسرع وقت، مع التشديد على مراقبة التزام الأطراف به، خاصة وقف الضربات الجوية التي تنفذها روسيا ونظام بشار الأسد، إضافة إلى توحيد الجهود لاستئناف المفاوضات، وصولا إلى الانتقال السياسي، وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254. وأجرى قادة الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، محادثات مشتركة عبر دوائر الفيديو، مساء أول من أمس، وقال البيت الأبيض في بيان: إن الرئيس باراك أوباما انضم إلى نظيره الفرنسي، فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في مكالمة مشتركة لبحث الأزمة السورية. وأشار البيان إلى أن الزعماء الأربعة رحبوا باتفاق وقف إطلاق النار المزمع في سورية، ودعوا الأطراف إلى "تنفيذه بإخلاص"، وشددوا على أهمية الوقف الفوري للقصف العشوائي للمدنيين. دعوة لاستئناف المفاوضات أفادت مصادر بأن مجلس الأمن الدولي دعا أمس لاستئناف المفاوضات السورية بأسرع وقت ممكن، ونقل عن مصدر دبلوماسي أن هناك مشاورات لاستئناف المفاوضات بين الثاني والعاشر من الشهر المقبل. وأوضحت المصادر، أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قال: إن قوافل المساعدات الإنسانية في طريقها إلى ست مدن وقرى محاصرة، منها كفر بطنا في ريف دمشق التي لم تصلها المساعدات في القافلة السابقة. وفي وقت سابق أمس، قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمام مجلس الشيوخ الأميركي: إنه سيتم التحقق من نجاح اتفاق وقف إطلاق النار في سورية خلال أيام، كما سيتحقق من جدية الانتقال السياسي فيها خلال شهر أو شهرين. وكانت الولاياتالمتحدةوروسيا أعلنتا في بيان مشترك نشرته واشنطن الإثنين الماضي، أنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية في سورية، يستثني تنظيم داعش وجبهة النصرة، ويدخل حيز التنفيذ يوم 27 فبراير لجاري، كما أعلن أعلن نظام الأسد عقب ذلك قبوله للاتفاق.
مخاوف المعارضة قال الكرملين أمس: إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حصل في اتصال هاتفي مع بشار الأسد على تأكيدات عن استعداد الأخير لاحترام الاتفاق الأميركي الروسي، مفيدا بأن الاتصال الهاتفي بين بوتين والأسد تضمن التأكيد على تقيد دمشق باتفاق وقف إطلاق النار، مبديا الأمل بأن "تفعل الولاياتالمتحدة الشيء نفسه" مع الفصائل السورية المسلحة المعارضة. في الأثناء قالت الهيئة العليا للتفاوض التي تمثل الجماعات المعارضة الرئيسة: إن موسكو كثفت ضرباتها الجوية منذ أن أُعلنت خطة وقف إطلاق النار الأميركية - الروسية، أول من أمس، معربة عن خشيتها من وقوع الأسوأ خلال الأيام التي تسبق بدء تنفيذ الاتفاق بعد غد. من جانبه، جدد المتحدث باسم الهيئة، سالم المسلط، التأكيد على مخاوف المعارضة من أن تستغل روسيا الاتفاق لاستهداف مجموعات الجيش الحر وفصائل المعارضة المعتدلة. وذكر أن بعض شروط الاتفاق تشير إلى أنه وقِّع تحت تأثير شديد من روسيا، كما أن بعض الشروط مبهمة. وكانت الهيئة العليا للتفاوض، قد أكدت خلال اجتماع سابق، أنها وافقت على المساعي الدولية لكنها قالت إنها لا تتوقع أن يوقف الأسد أو روسيا أو إيران الأعمال القتالية.