لم تجد ميليشيات التمرد الحوثي، أمام تزايد خسائرها وتساقط المئات من عناصرها في كافة مناطق المواجهات وجبهات القتال، سوى المسارعة بعمل قبور جماعية، وارت فيها جثث عشرات المقاتلين. وقالت مصادر ميدانية إن العديد من المقابر الجماعية تم استحداثها في مديرية بني حشيش، ومحافظة عمران شمال العاصمة صنعاء. وأضافت المصادر أن عشرات الجثث تتكوم يوميا عقب سقوطها في المواجهات الدائرة بمناطق الحزام الأمني للعاصمة، وتقوم الميليشيات بنقل بعضها بالشاحنات، فيما تتجاهل عشرات الجثث الأخرى، مما دعا قيادة المقاومة الشعبية في مديرية نهم إلى مطالبة منظمة الهلال الأحمر الدولية والمنظمات الإنسانية بسرعة انتشالها، خشية تسببها في مشكلات صحية وبيئية تهدد حياة السكان. ودأبت الجماعة الانقلابية في كثير من الأحيان على تجاهل جثث مقاتليها والتقاعس عن استعادتها ودفنها، حيث تكون تلك الجثث عرضة للنهش بواسطة الكلاب الضالة والوحوش الضارية. كما أن تعفن بعضها، لا سيما على الجبال والمرتفعات، وانتشار الذباب حولها، شكل تهديدا صحيا لحياة السكان في المناطق المجاورة. وحتى عندما بادرت المقاومة الشعبية برفع تلك الجثث ونقلها لمواقع المتمردين رفضت قيادتهم استلامها، مما دعا الثوار إلى دفنها، بعد توثيق هويات أصحابها. ميدانيا، استأنفت طائرات التحالف العربي، أمس، غاراتها على مواقع الانقلابيين ومخازن أسلحتهم، حيث شنت غارات عنيفة على تجمعات المسلحين في جبل المرحة بمحافظة عمران، شمال اليمن، وأشار شهود عيان إلى أن دوي انفجارات كبيرة سمع في محيط المواقع المستهدفة، استمر لعدة ساعات، كما تطايرت الشظايا وبقايا المقذوفات. كما استهدفت المقاتلات موقعا آخر في جبل مرحة، بنفس المحافظة، مما أدى إلى ارتفاع ألسنة اللهب وأعمدة الدخان فوق سماء المكان. وأشار شهود عيان إلى أن القصف الأخير أسفر عن وقوع العديد من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات، مشيرين إلى أن أعدادا كبيرة من سيارات الإسعاف هرعت إلى الموقع بعد توقف الغارات، كما سارعت قوات التمرد إلى فرض طوق أمني حول الموقع ومنعت اقتراب السكان منه.