أثار الباحث البيبلوجرافي خالد اليوسف أسئلة تتجدد باستمرار حول حركة الطباعة والنشر في السعودية من خلال رصده السنوي لواقع النشر بالإحصاءات والأرقام. وكان لافتا في رصد اليوسف لعام 1436/ 2015 هيمنة دور نشر عربية خارجية على حركة النشر، خاصة تلك التي تصدرها الأندية الأدبية، ما دفع عدد من المهتمين لإثارة استفهامات عن سر هذه الهيمنة، وموضع النوعية والجودة بين "الكم والكيف" فيها. اليوسف أوضح ل"الوطن": تمر حركة التأليف والنشر الأدبي في المملكة بنقلة واسعة متغيرة ومتطورة، وهي نقلة تواكب التحولات العامة في جميع المجالات، ولهذا من الطبيعي أن تتوسع دائرة النشر لتتجاوز الطباعة الداخلية وتمتد إلى آفاق عربية وخارج الوطن العربي، وهي حركة متغيرة لأنها شملت كل الفنون الأدبية، ولم تعد مقتصرة على مجالات الإبداع، أما تطورها فهو الأهم والعامل الرئيس في جذب المؤلفين، وأقصد بذلك التقنية الطباعية التي لم تواكبها الطباعة في الداخل، ولجأ إليها المؤلفون في الخارج، وبما أن الطباعة في لبنان على وجه أخص متقدمة جداً، فمن الطبيعي أن يهاجر الأفراد والمؤسسات للطباعة فيها. التميز وتألق الكتاب حول ما يتعلق بالكم والكيف وهي النقطة التي أثارها الباحث والناقد حسين بافقيه حين قال في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك "نرجو أن نكون صادقين في غربلة هذا الإنتاج"، علق اليوسف قائلا: من منا لا يبحث عن الكيف وعن التميز في نشر الكتب التي تستحق النشر والصدور؟ جميعنا نتمنى ألا يصدر إلا الكتاب المتألق في موضوعه وفكرته وحداثة طرحه وندرة دراسته أو إبداعه! لكن الواقع يرفض قطعيا هذا الحلم ويتجاوزه، ليفرض علينا عشرات الكتب الأدبية، وأنا بدوري البحثي الببليوجرافي الببلومتري الراصد لحركة التأليف والنشر ليس أمامي إلا التعامل مع الجميع، لكي أخرجها لكم بصدق وواقعية تاريخية تتحدث عن حياتنا الثقافية في كل عام. 23 كتابا لكاتب واحد حمل رصد اليوسف اسم علي الدرورة في المرتبة الأولى في حركة التأليف والنشر الأدبي في المملكة للعام الفائت، بواقع 23 كتاباً له، توزعت بين 17 ديوانا شعريا، 4 مجموعات قصصية، كتاب واحد في ترجمة الشعر، كتاب واحد في الدراسات، وهو موقع يحافظ عليه للعام الرابع على التوالي بحسب اليوسف. خسرنا تهامة برر اليوسف هجرة الإبداع للطباعة والنشر في الخارج بقوله: إذا كان من الطبيعي أن يبحث المؤلف والناشر المحلي على الطباعة الأجمل والأكثر جاذبية والأقوى تقنية، فمن الطبيعي كذلك أن يبحث عن الأفضل في خدمة الكتاب الذي طبعه! والناشر المحلي عجز عن خدمة الكتاب الذي يصدره وينشره، ونعرف كثيرا وكثيرا من القصص الواقعية عن مصير الكتاب السعودي بصورة عامة، والأدبي بصورة خاصة، مصيره المنتهي بالتخزين أو التلف أو الإهمال أو محدود التوزيع في مكتبات محددة أو مدينة الناشر نفسه، وهناك عدد قليل جداً من صمد وواجه التحدي وبحث عن طرق ووسائل تخدم كتبه. وعلى فكرة لن ننسى أبدا أننا سبقنا الدور العربية قبل ستة وثلاثين سنة حينما تم تأسيس شركة نشر وتوزيع تضاهي أقوى الشركات العربية الحالية، لكن ظروفا صعبة قضت على هذا المشروع الرائد الطموح، وهي شركة تهامة للنشر والتوزيع، التي خسرنا بفشلها مشروعا وطنيا جميلا، خدم الكتاب كمؤلف وخدم الكاتب وأنجز مكتبة يشار لها بالبنان، وأصبحت من الذكريات التي نتمنى أن تعود. 5 أسباب لضعف النشر المحلي حسن الزهراني رئيس نادي الباحة لخص أزمة دور النشر المحلية في: • رداءة الطباعة • سوء التوزيع • عدم الالتزام بالمواعيد • عدم الثقة • الجشع "الفرق بين سعر طباعة الكتاب في بيروت وأقل مطبعة سعودية 3 أضعاف"