فيما استضافت العاصمة المغربية الرباط منتدى البرلمانيات العربيات لمناقشة دور المرأة في الحياة السياسية بالبلدان العربية، تواصلت أصداء التغيير الوزاري الأخير الذي أجرته دولة الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي، والذي تضمن تعيين 8 وزراء جدد في الحكومة، بينهم خمسة من النساء، لترتفع حصة المرأة في الحكومة الإماراتية من أربع في الوزارة السابقة إلى ثمان في التشكيل الجديد، حيث أكدت تقارير على أهمية هذه الخطوة، لا سيما أن النساء يولين حقائب مهمة مثل التعليم وشؤون الشباب، وكذلك وزارات مستحدثة مثل التسامح والسعادة، وهو ما يؤشر على أن الإمارات ستزيد من اعتمادها على المرأة في الفترة القادمة على المستويين الاجتماعي والسياسي. وأشارت التقارير إلى ما ذكره رئيس مجلس وزراء الإمارات، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عقب إعلان التشكيل الوزاري، إلى أن "التركيبة الجديدة للحكومة ترسم ملامح مرحلة جديدة عنوانها المستقبل والشباب والسعادة وتطوير التعليم"، لافتة إلى أن هذه التركيبة شملت تعيين الشابة شما المزروعي التي تبلغ من العمر 22 عاما وزيرة لشؤون الشباب، لتكون بذلك أصغر وزيرة في العالم، وتطيح بكل من وزير الخارجية النمساوي سباستيان كورتس حين عين في هذا المنصب في عمر ال27، وكذلك عايدة الحاج علي التي تولت وزارة التعليم في السويد وهي في سن ال26. وحسب التقارير فإن هذه الخطوة على اتساعها بالإمارات، إلا أن عددا من الدول الخليجية أيضا أعطت المرأة الفرصة في تولي المناصب الوزارية، وأن كلاًّ من قطر والكويت والبحرين خصصت للمرأة حقيبة وزارية واحدة، فيما أسندت سلطنة عمان حقيبتي التعليم العالي والتربية والتعليم للنساء، لافتة إلى أن دول الخليج حريصة على مشاركة المرأة في رسم سياسات المستقبل لبلادها. البرلمانيات العربيات كانت العاصمة المغربية الرباط قد استضافت أكبر تجمع للبرلمانيات العربيات، بهدف وضع أجندة سياسية تراعي التوازن بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بالمشاركة السياسية. شارك في التجمع الذي نظمه منتدى شبكة البرلمانيات العربيات للمساواة "رائدات"، أكثر من 150 من البرلمانيات وممثلي المنظمات الدولية من 20 دولة في منتدى إقليمي لمناقشة أجندة موحدة تجاه سياسة أكثر استجابة للنوع الاجتماعي في المنطقة. وأكد المنتدى على أهمية التجربة السعودية في مشاركة المرأة في مجلس الشورى، كذلك مشاركتها بالانتخاب والترشيح في الانتخابات البلدية، للمرة الأولى في تاريخ المملكة، والتي أسفرت عن فوزها في 17 دائرة انتخابية، عادا هذه الخطوة مجرد بداية لمشاركة متنوعة للمرأة السعودية في الحياة السياسية. وقالت المجتمعات في المنتدى إنه رغم أن تمثيل المرأة في برلمانات تونس والجزائر والسودان تجاوزت نسبة 30 %، فإن بلدانا أخرى لا تزال تعاني من نسبة مشاركة منخفضة للمرأة تصل إلى 2 %. دور مؤثر أكدت عضوة مجلس النواب الأردني، رئيسة شبكة "رائدات"، الدكتورة رلى الحروب، أن دعم وتأييد حق المرأة في التمثيل المتساوي في عملية صنع القرار ليس فقط واجبنا تجاه المرأة، إنما هو واجب تجاه البلدان العربية، لأن مشاركة المرأة تحدث فرقا حقيقيا ويعزز نوعية وجودة وضع السياسات". وأشار سفير الاتحاد الأوروبي بالمغرب، روبرت جوي، إلى أن اتفاقيات السلام في بعض الدول أثبتت أن مشاركة المرأة في المفاوضات يزيد من احتمال إنهاء العنف بنسبة 24 %، فيما قال المدير الإقليمي لهيئة الأممالمتحدة للمرأة، محمد الناصري، إن تجربة هيئة الأممالمتحدة في دعم المرأة في الحياة السياسية في المنطقة أثبتت أن المرأة قادرة على التصرف كعامل مؤثر ورائع في التغيير وبناء السلام، مضيفا "حقهن في بناء دولهن غير قابل للتفاوض، وأصواتهن ضرورية من أجل مستقبل أفضل لنا جميعا".