تجتمع 150 برلمانية وممثلة لمنظمات دولية من 20 دولة، في منتدى إقليمي؛ لمناقشة أجندة موحدة تجاه سياسة أكثر استجابة للنوع الاجتماعي في المنطقة، من المقرر عقده في مدينة الرباط المغربية خلال الأسبوع الجاري، من خلال مشاركة البرلمانات والحكومات والمجتمع المدني ووسائل الإعلام والمنظمات الدولية، بما فيها الاتحاد الأوروبي، والبرلمان العربي، ومنظمات الأممالمتحدة. ويسمح الحضور الواسع في المنتدى بتبادل كبير للخبرات والممارسات الجيدة في ما يتعلق بدعم المرأة في مواقع صنع القرار وتحقيق التمثيل المتساوي للمرأة في العملية السياسية. ويوفر المنتدى لشبكة «رائدات» التي أنشئت حديثاً فرصة فريدة للبناء على الخبرات المشتركة لأعضائها للتأثير في السياسات الوطنية بصوت إقليمي موحد للبرلمانيات العربيات، بدعم دولي كبير. ويسعى المنتدى إلى تعزيز حضور ودعم المراة في هذه المرحلة من تاريخ المنطقة، إذ يكون لها فرصة حقيقية للضغط من أجل التمثيل المتساوي في الحياة السياسية. ففي الآونة الأخيرة، اخترقت النساء المشهد السياسي في السعودية مع 17 امرأة فائزة في الانتخابات البلدية، بعد السماح للمرأة السعودية بالتصويت والترشح للمرة الأولى في التاريخ السعودي. وأشار بيان صادر عن المنتدى أمس، إلى أنه في جميع أنحاء المنطقة، كان للمرأة وصول متنوع للحياة السياسية. ففي حين حققت تونس، والجزائر، والسودان، تمثيلاً للمرأة في البرلمان بنسبة تتخطى 30 في المئة، فإن بلداناً أخرى لا تزال تعاني من نسبة مشاركة منخفضة للمرأة تصل إلى 2 في المئة. وقالت عضوة مجلس النواب الأردني رئيسة شبكة «رائدات» الدكتورة رلى الحروب: «إن دعم وتأييد حق المرأة في التمثيل المتساوي في عملية صنع القرار ليس فقط واجبنا تجاه المرأة، إنه واجبنا تجاه بلداننا؛ لأن مشاركة المرأة يحدث فرقاً حقيقياً، ويعزز نوعية وجودة وضع السياسات». وتشير دراسات وأبحاث إلى أن إشراك المرأة في عمليات صنع القرار السياسي له أثر إيجابي في مجالات التعليم والبنية التحتية والصحة على المستوى الوطني، ويرتبط في التقدم الاقتصادي ومستوى المعيشة. وأظهرت الأبحاث أن الزيادة في عدد النواب الإناث أدت إلى إصلاحات تشريعية مهمة تتعلق بمكافحة التمييز والعنف المنزلي وقوانين الأسرة والميراث ودعم الطفل وحمايته. وتشير الدراسات الأكاديمية من روسيا وأوغندا، إلى أن النساء يملِنَ أكثر إلى تنحية الخلافات الآيديولوجية جانباً، لمصلحة القضايا التي تهم المجتمع والسلام والاستقرار. ففي تونس كانت هناك سيدة عضو في اللجنة الرباعية للحوار الوطني التي حصلت على جائزة «نوبل للسلام» لعام 2015. وفي ليبيا وسورية واليمن، فشلت الفصائل المعارضة في بدء الحوار، إلا أن النساء اللاتي يمثلن هذه الفصائل نجحن في المفاوضات، وبدأن حوارات سلام بدعم من هيئة الأممالمتحدة للمرأة.