كشفت مصادر إعلامية أن جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن، تعاني خلال الأيام الماضية من خلافات داخلية عنيفة، وصلت حد المواجهة العسكرية، بسبب خلاف في من سيخلف زعيم الجماعة، جلال بلعيدي المرقشي، الذي قتلته غارة نفذتها طائرة أميركية دون طيار، الأسبوع الماضي. وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن مقتل بلعيدي أدى إلى حدوث خلاف وتشرذم بين عناصر التنظيم، بسبب الخلاف حول الشخص الكفء المؤهل لقيادة التنظيم في المرحلة المقبلة، وأن اشتباكا محدودا بالأسلحة الخفيفة وقع بين عناصر التنظيم مساء أول من أمس، بعد أن انقسمت الجماعة إلى فريقين، أحدهما يؤيد مبايعة القيادي المكنى ب"أبوأنس الصنعاني"، في مقابل فريق آخر يؤيد القيادي "أبوالوليد المرقشي"، شقيق بلعيدي. اشتباكات مسلحة مضى المركز قائلا إن الاشتباك اندلع في محيط مبنى الأمن المركزي بمدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، الذي تم تفجيره من قبل التنظيم نهاية الأسبوع الماضي، ولم يسفر عن ضحايا قبل أن يتم تدارك الأمر واحتواء الاختلاف. وتوقعت المصادر أن تتدخل قيادات عليا في التنظيم الإرهابي لحل الخلاف، لكن نتائج هذا التدخل لم تعرف حتى الآن، ولأي طرف من الفريقين حسمت. وأفادت مصادر أخرى أن عناصر التنظيم وزعوا منشورات على المدنيين القاطنين قرب مقرات أمنية أخرى، كانت تستخدمها القوات الحكومية، تطلب من المدنيين مغادرة منازلهم الواقعة قرب مبنى الأمن العام والشرطة، في رسالة قد تفيد بنيتهم تفجيرها. مخاوف التصفية أضافت المصادر أن الخلافات يتوقع تفاقمها خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن الجهود التي تبذلها شخصيات توفيقية وسط التنظيم لم تسفر حتى الآن عن الوصول إلى حلول، رغم الاتفاق على تجميد الخلافات في الوقت الحالي وعدم تصعيدها نحو المواجهة المباشرة التي تعني نهاية التنظيم. واستدلت المصادر بأن الخلافات بين الصنعاني وبلعيدي أعمق من أن يتم احتواؤها بالترضيات والتسويات، حيث تتعلق بطريقة العمل والأسلوب الذي ينبغي اتباعه في الفترة المقبلة. ومضى المصدر بالقول إن الرجلين أحاطا نفسيهما بحراسة مشددة ترافقهما في كل تنقلاتهما، خوفا من التعرض للتصفية أو الاغتيال، وهو ما يؤكد وصول الأمر إلى نقطة يصعب التراجع عنها.