شهدت خبزة بمحافظة البيضاء اليمنية امس قصفا مدفعيا عنيفا، فيما بدا أنه تمهيد من الحوثيين لاقتحامها، وقُتل 13 شخصا في المعارك بين الحوثيين من جهة، وعناصرَ من القاعدة والقبائلِ في مدينة رداع وسطَ اليمن، في حين قُتل عشرات الحوثيين في تفجير سيارة مفخخة بردّاع بالمحافظة ذاتها. وتجددت الاشتباكات في قرية "خبزة" بمحافظة البيضاء (وسط اليمن) بين المسلحين الحوثيين وقبليين، إثر فشل وساطة قبلية لوقف المواجهات، ورفض رجال القبائل السماح للحوثيين بانتشال جثث أكثر من ثلاثين من مسلحيهم في خبزة. من جهته، قال تنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة: إنه قتل العشرات من الحوثيين بتفجير سيارة مفخخة في مدينة رداع، موضحا في بيان له بموقعه على تويتر - نقلته وكالة الأناضول - أن التفجير وقع في مقر لجماعة الحوثي بجوار منزل القيادي في الجماعة محمد العيوي. ووصف سكانٌ الانفجار بأنه الأعنف منذ دخول الحوثيين المدينة ضمن توسعهم في وسط وغرب البلاد، بعد سيطرتهم على صنعاء يوم 21 سبتمبر/أيلول الماضي. من جهته، نفى عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثية في اليمن علي القحوم امس الخميس تعاون رجال القبائل في مدينة رداع بمحافظة البيضاء مع تنظيم القاعدة. وقال القحوم لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): إن ما أورده القيادي في القاعدة جلال بلعيدي يراد به التضليل على ما يجري على أرض الواقع، مضيفا: «لا توجد قبائل تقاتل في صفوف التنظيم الذي يقوم بتنفيذ مؤامرة خارجية على أرض الواقع، وهذا تضليل على الإنجاز الذي يقدمه أبناء الشعب اليمني ضد تنظيم القاعدة». وأشار القحوم إلى أن أمريكا حريصة كل الحرص على حياة أفراد تنظيم القاعدة الذي تتخذ منه "ذريعة" لاحتلال الشعوب، على حد قوله. وكانت جماعة أنصار الشريعة، إحدى فروع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، بثت تسجيلا صوتياً مساء أمس الأربعاء ظهر فيه القيادي في التنظيم جلال بلعيدي يتحدث فيه عن مستجدات الحرب مع الحوثيين في مدينة رداع بمحافظة البيضاء جنوب شرق العاصمة. وقال بلعيدي: إن أعضاء تنظيم القاعدة "انتزعوا" الزمام من الحوثي من خلال إجباره على التقهقر وإرباك أوراقه عن طريق العمليات التي يقومون بها، والتي كان آخرها اقتحام مدينة رداع من ثلاثة محاور، مكنّت المجاهدين من التقدم إلى وسط المدينة. وأشار بلعيدي إلى عدة عمليات قامت بها عناصر التنظيم في مدينة رداع منها التفجيرات والكمائن وقطع الإمدادات عن الحوثيين، معترفاً بمقتل العديد من قيادات التنظيم في المديرية. وأضاف بلعيدي: "المجاهدون بالتعاون مع رجال القبائل تمكنوا من صد هجوم الحوثي وقتلوا أكثر من 30 حوثياً في منطقة خبزة، بينما هناك اتفاق أمريكي حوثي في هذه الحرب التي تدور رحاها حاليا"، مشيراً إلى أن غارات الطائرات بدون طيار تعد دليلاً على التعاون الأمريكي الحوثي. ويعتبر بلعيدي من القيادات الميدانية في التنظيم والتي توصف بالشرسة، حيث ارتكب في آب/اغسطس الماضي "مذبحة" في حق 14 جندياً في محافظة حضرموتجنوب اليمن، وبلعيدي هو من أبناء قبائل المراقشة في محافظة أبين جنوب اليمن.